الاثنين، 2 مايو 2016

حتى لا ننسى حق الشعب السوري في تقرير مصيره الرفيق التيتي الحبيب

حتى لا ننسى حق الشعب السوري في تقرير مصيره
في تناولهم للوضع في سوريا يتخذ اغلب مناضلو اليسار موقفهم على قاعدة الموقف من نظام بشار الاسد:
+ موقف يرى ان سبب المحنة كلها اليوم هو بقاء هذا النظام، وبزواله ستنتهي مأساة الشعب السوري.
+ موقف يرى ان صمود نظام بشار الاسد هو الكفيل بتجنيب سوريا التفتت ومصير ليبيا.
وهذين الموقفين يخترقان كل الطيف اليساري ببلادنا بل نفس التنظيم.وكلما اشتدت الحرب في سوريا وسقط المزيد من الضحايا كلما احتد الخلاف بين دعاة الرأيين بل انزلق الصراع الى التخوين والسب والشتم حتى القطيعة.
تزداد حدة هذا الصراع سوءا مع ما يتم تداوله من اخبار ومن صور تبثها المحطات التلفزيونية والمواقع الالكترونية وهي اخبار وصور موظفة للدفاع او تسييد موقف معين يخدم اجندة اطراف الصراع في سوريا.انها حرب اعلامية لا يمكن البناء على معطياتها بدون توخي الحيطة والحذر.بل توجب التأكد من كل ما تقدمه لأنه يتضمن الكثير من التغليط والتلفيق.
في الموقفين المشار اليهما سابقا طبعا نحن غير معنيين بالنقاش مع اولئك الذين يريدون لسوريا ان تصبح في يد الاسلام السياسي لأنه سيكون احسن من عهد البعث، كما اننا غير معنيين برأي الذين يعتبرون ان ما وقع في سوريا هي مؤامرة على نظام الممانعة هناك وبالتالي يجب الحفاظ على نظام البعث لأنه ضامن الاستقرار والممانعة.
اذا هو نقاش مع مناضلي اليسار المغربي المعنيين بالتغيير الثوري في منطقتنا والذين يعتبرون انفسهم في خدمة هذا التغيير في المغرب وفي منطقتنا.
اول شيئ يجب الانتباه له وهو اننا امام حالة سياسية جد معقدة ونحن معنيون بنتائجها لان لها تأثير بالغ على مصير شعبنا.وهذه الملاحظة تجعلنا نشير الى ان صراع اصحاب الرأيين يكتسي في الغالب صفة صراع متفرجين في مباراة مصارعة في سوريا.ولأنهم يتصرفون كمتفرجين في مباراة فإنهم غالبا ما ينصرفون الى المشاحنات والمزايادات التافهة كما يقع تماما للمتفرجين.
ولذلك تراهم غالبا ما يسارعون الى تلقف الاخبار والصور التي تقنبلهم بها وسائل الاعلام المتصارعة.
لهذا ندعوا هؤلاء المناضلين الى تغيير تصرفهم وحتى نظرتهم الى الوضع في سوريا.
و اول تغيير جوهري في النظرة الى هذا الوضع هو تحديد المدخل او المنطلق في التعامل مع حالة سوريا. انه مدخل حق الشعب السوري في تقرير مصيره بل حقه في الثورة على النظام المستبد نظام البعث الذي اغتصب السلطة والثروة وجعل تسيير الدولة وراثيا وحول الجمهورية الى حكم وراثي.
لقد اجهز النظام على الثورة وأغرقها في حمام الدم نتيجة الاعتقالات والاغتيالات التي نظمها في حق المعارضين.ولان سوريا تحتل موقعا جيوستراتيجيا هاما للغاية بالمنطقة يمكن من استولى عليه من اعادة ترتيب الاوضاع بالمنطقة، سارعت الامبريالية وحليفتها اسرائيل بالتدخل المباشر عبر مرتزقة حتى لا تتكرر تجربة ليبيا.هكذا تم تسخير ترسانة قطر والسعودية والامارات والأردن وتركيا وتم تجنيد مرتزقة تحت راية الاسلام السياسي بمختلف اتجاهاته.
اصبحت سوريا ساحة حرب دولية وهي اليوم تحت التسييير السياسي العملي للولايات المتحدة الامريكية وروسيا الاتحادية. وبذلك تشكل سوريا اول تجارب الحرب الباردة بين القطبين المتشكلين على التو.
لذلك يعاب على اصحاب الموقفين المشار اليهما بأنهما يصطفان الى هذا الجانب او ذاك، بينما ليس هذا هو المطلوب، اذا كنا ننظر الى الوضع السوري من زاوية حق الشعب السوري، واذا كنا قد تخلصنا من نظرة المطابقة بين النظام والشعب.ان المطلوب هو التموقع من اجل الانتصار لحق الشعب السوري في تقرير مصيره وهذا التموقع يتطلب تكوين جبهة نضالية قوية لبها الالتفاف حول المعارضة اليسارية والديمقراطية السورية وهي معارضة موجودة، لكنها مغلوبة عن امرها و مهمشة، تعرضت الى الابعاد والتشنيع بل حتى اصبحت تحوم شكوك حول وجودها.كما يتطلب ذلك التموقع بناء حلقات قوية لهذه الجبهة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية في العالم العربي وباقي مناطق العالم.ويتحتم على هذه الجبهة ان تدافع على حق الشعب السوري في تأسيس دولته المستقلة والحرة يسودها نظام اختاره الشعب بحرية وبضمانة دولية.كما تناضل من اجل وحدة سوريا المتعددة الهويات والمرجعيات.وتناضل ايضا على طرد كل القوى الاجنبية والمرتزقة واستعادة الجولان من يد الصهاينة.
هناك بعض التيارات اليسارية ومن فرط ضيق نظرتها للوضع في سوريا اصبحت في مواجهة شاملة مع قوى تساند نظام بشار الاسد وعلى رأسها روسيا وايران وحزب الله. انها تعتبرهم اعداء بنفس الدرجة التي ترى بها للنظام البعثي.ان اصحاب هذا التوجه يبسطون التناقضات الى درجة التسطيح و لا ينظرون الى كل قوى من هذه القوى ضمن الصراع السياسي الدولي بالمنطقة وضمن التناقضات الدولية والتي يتوجب اتخاذ مواقف جد مرنة تساعد على عزل العدو الاكثر شراسة والفعل في التناقضات لصالح قوى التغيير.ان تفسير هذا الموقف المتشنج والمعادي لحزب الله خاصة يجد تفسيره في التبني للتدخل العسكري في سوريا هذا التدخل الذي تم بتسليح ميليشيات تلك الميلشيات التي وجدت نفسها تحت نيران حزب الله الذي تدخل في اطار تحالفه الاستراتيجي مع نظام بشار الاسد.ان تبسيط معادلة الثورة السورية واختزالها كما يفعل الرايين يسقط اصحابه في تبني مواقف ساذجة تعفي من الانتباه الى مسالة جوهرية وهي ان نجاح الثورة السورية ضد الاستبداد البعثي وضد الفاشية الامبريالية الصهيونية الرجعية العربية ومرتزقة الاسلام السياسي هي من اعقد المهام وهي معركة ليست فقط معركة الشعب السوري العظيم. انها مهمة التغيير الثوري ببلادنا ولذلك وجب خوض الصراع بين مناضلينا بطريقة حكيمة تحفظ تجميع القوى وليس الجري وراء الاصطفافات العاطفية والمبنية على الوعي الحسي بل السقوط في احابيل الاعلام المشبوه.
ولان الموضوع متشعب ومعقد جدا لكن اعتقد ان من بين بعض الداخل للتقدم فيه هو التعريف بالمعارضة السورية اليسارية والتقدمية والنزيهة والمعنية بحق شعبها في تقرير مصيره والتي لم تتورط في العمالة لاي معسكر من معسكرات الثورة المضادة بسوريا.اطلب من المناضلين الذين لهم الامكانيات والدراية بالتعريف بهذه القوى وباقتراح ما يمكن القيام به من طرفنا حتى نساعد الثورة السورية على الانتصار ونمكن شعبنا ايضا من استعادة ثقته في نفسه وفي امكانية تحقيقة للتغيير كما يراه كشعب مغربي وسد الطريق على من يرفعون فزاعة ليبيا وسوريا امام اي تحرك جماهيري.اعتقد انه لو انصرف مناضلون الى مثل هذه المقترحات سيكون اجدى وأفيد من توزيع التهم والسب والقدح بل حتى الاستعداء لقوى يمكن ان يتم استرجاعها الى صف النضال ضد الحركة الصهيونية بالمنطقة ومن هده القوى حزب الله اللبناني.
غني عن البيان بان الجريمة التي يتعرض لها الشعب السوري جريمة لن يطالها النسيان.وغني عن القول ايضا ان كل من تلطخت يداه بالدماء الزكية لهذا الشعب لن يتمكن من صنع مستقبل سوريا المشرق والموعود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق