الجمعة، 20 مايو 2016

بعض التفاصيل عن واقعة حلق شعر وحواجب فتاة-2-

شيماء التي حلق “إرهابيو البرنامج المرحلي” شعرها وحاجبيها تروي كل شيء-

مصدر: اليوم 24
  19/5/2016
تصوير: منير عبد الرزاق
أمام مبنى ولاية أمن مكناس، لاح من بعيد بنيان شابة يافعة، تمشي بخطوات محسوبة وهي تلتفت ذات اليمين وذات الشمال. بدا جليا أن الخوف يتملكها ويقذف بجسدها النحيل صوب رفيقتها التي ظلت تسندها كلما عجزت عن مواصلة السير.
الشابة ليست ستصويروى القاصر “شيماء” التي حلق أفراد “عصابة” تقدم نفسها كفصيل طلابي، شعرها بالعنف، وكذلك حاجبيها، مهددين بقطع يدها ايضا، وذلك تنفيذا ل”حكم” صوري نطقوا به داخل أسواء جامعة مولاي اسماعيل، كلية العلوم، بمكناس.
على الرغم من مرور يومين على الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له، إلا أن رعبا كبيرا ما يزال يتملك الشابة “شيماء”. حالة الرعب هذه تزداد كلما مررت يدها على وجهها لتتذكر جزءا من الظلم الذي طالها…فتنفجر باكية.
شيماء ترتدي الآن “الحجاب” عنوة، فهي لا تريد أن يعاين الناس فظاعة ما تعرضت له..هي اليوم بدون شعر ولا حاجبين، والسبب: “حكم” صوري نفذه طلبة التنظيم المرحلي في حقها بتهمة “الخيانة”!
ترددت شيماء كثيرا في سرد معاناتها..هي تريد أن تنسى كل شيء عن قصة الاعتداء، التي جعلتها تفكر في هجرة مدينتها مكناس التي رأت النور فيها قبل 16 سنة.
تقول “شيماء” في لقاء مصور مع “اليوم 24″: “ما تعرضت له يشبه الحلم..أريد أن أنسى كل شيء”، وتضيف بعيون دامعة “لكن سأتكلم حتى لا تعيش فتيات أخريات العذاب الذي عشته”.

قضت شيماء اليوم كاملا في ضيافة ولاية الأمن التي استمعت اليها بناء على شكاية وضعتها شقيقتها “فاطمة الزهراء”. تقول “استمعوا الي واعتقلوا بعض “الوحوش” الذين اعتدوا علي، والتحقيق مازال متواصلا”.
لم يكن سهلا على شيماء العودة بذاكرتها المتعبة إلى تفاصيل “الثلاثاء الأسود”، ظلت تصارع المها وتكبح دموعها التي خانتها أكثر من مرة. وتقول “حكموا علي في البداية بقطع اليدين، قبل أن يتدخل بعض الرفاق والرفيقات ويطالبوا بالاكتفاء بحلق شعر رأسي وحاجباي”.
وتضيف شيماء “كنت اصرخ وأبكي واستعطفتهم كثيرا حتى لا ينفذوا حكمهم، لكنهم واجهوا استعطافي بالضرب والصفع”. وزادت “كبلوني ووضعوني في الساحة أمام جماهيرهم ونفذوا في الحكم..احضروا شفرة حلاقة وأزالوا شعري كاملا…”. قبل ان تكمل، غالبتها الدموع “الآن أنا بدون شعر ولا حاجبين”.
علاقة شيماء بالجامعة ليس كعلاقة باقي الطلبة..شيماء دخلت جامعة مولاي إسماعيل بمكناس من أجل “لقمة العيش”، فهي تشتغل في المقصف من أجل مساعدة عائلتها البسيطة، قبل أن تجد نفسها في قلب زوبعة وصل صداها إلى البرلمان.
“لا أريد أن يتكرر مع عشته…اريد السلم وليس العنف، وأريد أيضا أن ينال الجناة العقاب المستحق”. أطلقت شيماء هذه الكلمات باكية مقهورة..فهي الشابة المحبة للحياة، والتي وجدت نفسها بدون شعر ولا حاجبين، وهو ما لا تتحمله فتاة في سنها.
بعد تنفيذهم “الحكم”، طاف “الوحوش” بشيماء في كل أركان الجامعة، ثم أخرجوها مطأطأة الرأس، مجبرين إياها على الانصراف بتلك “الصورة” التي رسمها عنفهم.
كانت شقيقتها “فاطمة الزهراء” تنتظر أمام مدخل الجامعة..منعوها من الدخول، وظلت تتخبط بين الاتصال برجال الأمن واستعطاف “الرفاق” حتى لا ينفذوا جرمهم، لكن دون جدوى..
“الحكم لم ينفذه قاض ولا هيأة حكم..الحكم نفذه مجرمون على شقيقتي”، تقول فاطمة الزهراء، التي عاشت تفاصيل الحادث مع شقيقتها أولا بأول، قبل أن تضيف “ما بغيتش اللي وقع لختي يتكرر..أوقفوا العبث عافاكم”…
.............
 حلاقة شعر شابة وحواجبها داخل كلية العلوم بمكناس


اهتز الرأي العام الطلابي بمكناس على وقع حدث فريد من نوعه،يتمثل في إقدام طلاب ينتمون لإحدى الفصائل الراديكالية بحلاقة شعر شابة وحاجبيها تشتغل بمقصف كلية العلوم بمكناس بعد إدانتها ب» المنسوب إليها « عشية الثلاثاء الأخير.
وقبل القيام بفعله هذا، دعا الفصيل الطلابي المعروف ب « البرنامج المرحلي « الشابة إلى مغادرة مقصف الكلية وعدم الرجوع إليه تحت طائلة التهديد ب «المحاكمة والعقاب»، بعد أن اتهمها بالتجسس عليه لمصلحة فصيل الحركة الثقافية الأمازيغية، وذلك بتصوير أنشطته بهاتفها النقال وتسليمها له.
وحسب رواية الفصيل القاعدي، فإن المُستخدمة المعنية بالأمر، قامت بتصوير عدد من أنشطة الفصيل بهاتفها، وأرسلتها إلى عناصر فصيل الحركة الثقافية الأمازيغية، وقد تقرر طردها بعد أن دخلت في مشادات كلامية مع إحدى الرفيقات التي طلبت منها مغادرة الكلية، وتطور الأمر إلى تدخل الرفاق لضرب المستخدمة وطردها بالقوة.
في مقابل ذلك، أفادت مصادر خاصة أن المُستخدمة بالمقصف كانت ترفض السماح لأعضاء فصيل البرنامج المرحلي، بتناول الوجبات بالمجان، وأن تعاملها لم يكن يروق لهم، ولذلك كانوا يبحثون لها عن تُهمة لطردها من المقصف بطريقة مهينة، مضيفة أن الأمر نفسه حدث نهاية الموسم الماضي، حيث قاموا بطرد مُستخدم شاب، وهددوه بقطع رجليه إن عاد للكلية، لأنه كان يتعامل بالقانون وليس بما يُسمى بين الطلبة ب»العُرف الجامعي».
وأضافت ذات المصادر، لقد « قرر الطلبة القاعديون أثناء المحاكمة معاقبة المُستخدمة شيماء بحلق شعر رأسها وحاجبيها، بالإضافة إلى صفعها على وجهها 40 مرة»، مضيفاُ أن «الرفاق أمعنوا في إهانتها وتعذيبها حتى فقدت الوعي، مما دفع شقيقتها إلى محاولة الثأر لها وإنقاذها، لكن أحد عناصر الفصيل هاجمها بواسطة سيف كبير، وتسبب لها في جروح خطيرة نُقلت على إثرها إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس «.
وتقدمت الفتاة البالغة من العمر 23 سنة، بمعية أختها بشكاية لدى الجهات المختصة. سلوك خلف استياء عارما وسط عموم الطلبة الذي أدانوه بشدة، متأسفين على الانحطاط الذي وصلت إليه الجامعة المغربية التي كانت فضاء للعلم والنقاش السياسي الديمقراطي الذي يعكس حركية المجتمع، وفضاء ومشتلا لإنتاج النخب السياسية المغربية المتشبعة بالفكر والعلم والحداثة، تحول بقدرة قادر -وحاشا أن تكون قدرة القادر هنا بل بفعل الفاعل- إلى مسرح للعنف والجهل والتطرف.

لشگر يسائل بنكيران عن واقعة حلق رأس فتاة بجامعة مكناس

20/05/2016-فاطمة الكرزابي 
الفريق الاشتراكي
© حقوق النشر : DR
وجه مهدي المزواري، النائب البرلماني عن حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، سؤالا شفوي إلى رئيس الحكومة، بخصوص حادثة الإعتداء الذي تعرضت له احدى العاملات بمقصف جامعة المولى اسماعيل بمكناس.
وذكر النائب البرلماني لحزب "الوردة"، أن حادث الإعتداء الشنيع على الفتاة العاملة بمقصف الحي الجامعي بمكناس، "أثار استياء عميقا لدى الرأي العام الوطني بالنظر لبشاعة الفعل المرتكب حيث تم تكبيلها والإعتداء عليها جسديا وحلق شعرها بشكل قصري ليتم بذلك تحويل الجامعة والأحياء الجامعية من فضاء للتعلم والحوار الديمقراطي إلى فضاء للعنف والترهيب".

تابع في سؤاله الموجه إلى رئيس الحكومة، "أن الفصيل المتطرف بالجامعة والمسمى بفصيل البرنامج المرحلي بالنظر أقدم على أفعال خطيرة تمس بسلامة  وأمن المواطنين عموما والطلبة والعاملين بالجامعات والأحياء الجامعية على وجه الخصوص"، متسائلا عن "الإجراءات والتدابير التي ستتخذونها لضمان أمن وسلامة الطلبة والعاملين بالجامعات والأحياء الجامعية؟".

يذكر أن الطلبة المتهمين، والذين ينتمون إلى فصيل "البرنامج المرحلي" بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس، كانوا قد نفذوا، الثلاثاء الماضي، "محاكمة طلابية" للفتاة (22 سنة) التي تشتغل في مقصف الكلية، حيث أقدموا على حلق شعرها وحاجبيها أمام مرأى من الطلبة، بعدما اتهموها بالتجسس عليهم وتسجيلهم عبر شريط فيديو، ومده إلى فصيل الطلبة الأمازيغيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق