الخميس، 19 مايو 2016

لاتنس قلمك

في غضب وحيرة رمى كتابا هنا وكتابا هناك وزفر في صمت
بين يديه بقيت ورقة بيضاء بدا يخط عليها خطوطا متداخلة
فركها بغضب ورماها ارضا وانساب القلم ايضا من بين اصابعه وسقط محدثا صوتا خافتا كرنة عود متهالك
-لن اعود اليهم ابدا...انهم يتشابهون
نفس المشاكل ونفس التصرفات لديهم مثل مالاقاه لدى من احتسبهم سابقا رفقة لاتزول
في الوقت ذاته كانت الجدة ترتدي ثياب العمل اليومية في الارض
كانت ترمقه من طرفي عينيها في صمت ناطق
اكملت ارتداء ثيابها وانهت ارتشاف فنجان القهوة الساخن
حملت الفاس في يد وباليد الاخرى رافقت الحفيد الى الارض
بداءت في قطف النبات الوحشي من بين الزرع والورود وسنابل القمح
-يا لهذا النبات الوحشي كم هو كثير وان لم يكن ذات نفع لنا
انه كالافكار البالية يحتاج الى ان نحاربه وننزعه من بين النباتات التي نحتاجها
تذكر ما حدث له مع اؤلئك الناس الذي حسبهم لايخطئون ولكن خابت تصوراته ووجدهم يحملون ارثا صعب انتزاعه من افكار وتصرفات واشياء كثيرة اغضبته..
-اي..اي
صرخت الجدة
-اواه انه نبات وحشي يلسع دفاعا عن وجوده وقد المني جدا في يدي كان يجب ان اضع قفازا
في نفسه همس
-كان يجب ان اتسلح اكثر بالفكر الصواب وانا مع اؤلئك الناس الجدد
ابتسم في وجه جدته وكانهما توصلا الى نفس الفكرة الواحدة
-اذن لاتنسي قفازك في المرة القادمة جدتي
ردت الجدة على ابتسامته بابتسامة شمس
-لاتنس قلمك ولاتدعه يسقط من بين يديك فانت في حاجة اليه دائما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق