تــــــــــــحـــــــــقــــــــــيـــــق
مستودعات عشوائية تحولت إلى معامل سرية قضت على أجود الأراضي الفلاحية بإقليم مديونة.
جمال بوالحق
إذا ألقيت نظرة سريعة على تراب عمالة مديونة بجماعاتها الخمس، فلن يجذبك فيها شيء. هو إقليم بسيط جدا بمواصفات قروية خانقة، سمته الأساسية البارزة، هو طغيان البناء العشوائي بمختلف أشكاله وأنواعه وتحول أجود أراضيه الفلاحية إلى مستودعات عملاقة قضت على الأخضر واليابس والتي تحولت بعد ذلك إلى وحدات صناعية غير مهيكلة، تشتغل خارج أي ضوابط قانونية وتشغل عشرات الآلاف من العمال في ظل ظروف تفتقد إلى أبسط الشروط المهنية وتنذر بتكرار كارثة روزامور لساسفة التي قضت على حياة 55 عاملا وعاملة دفعة واحدة.
بدءا بالهراويين ومرورا عبر تيط مليل وسيدي حجاج وانتهاء بالمجاطية ومديونة مسافة تزيد عن الخمسة والثلاثين كيلومترا وهي من أجمل الأراضي الفلاحية المتاخمة للعاصمة الاقتصادية، تعرضت للنهب والاغتصاب من طرف جهات مسئولة، ضمنهم منتخبون جماعيون ومسئولون في السلطة وسماسرة وموظفون بقسم التعمير، كلهم دمروا المجال الطبيعي للإقليم بمستودعات عملاقة، وتحولوا إلى أغنياء ظهرت عليهم أثار النعمة والثراء الفاحش الغير المبرر.
قلة منهم نالت جزاءها وقدمت للمساءلة القانونية، أما أغلبيتهم فيبدو أنهم مازالوا يتحسسون رقبتهم خوفا من أن يطالهم حبل المتابعة القضائية.
لغة الأرقام
أفادتنا مصادر مطلعة مسئولة أن جماعة سيدي حجاج لوحدها تضم أزيد من 800 مستودعا عشوائيا تحولوا إلى معامل سرية تنشط في عدة صناعات مختلفة كالبلاستيك والحديد والنجارة والتذويب والخياطة ... وتشغل هذه المعامل حسب نفس الإفادة أزيد من عشرين ألف عامل وعاملة أغلبيتهم من أبناء المنطقة، وتتمركز هذه الوحدات الصناعية بالخصوص في منطقة لحنانشة وأولاد سيدي مسعود وأولاد حادة 1و2.
1) أما بجماعة المجاطية أولاد الطالب، فإن عدد المستودعات العشوائية التي تمارس أنشطة صناعية، فقد بلغت 390 وحدة صناعية، أغلبيتها تزاول مهامها من غير ترخيص، وتشغل حوالي 2500 عامل وتتمركز بمرشيش والحلايبية ودوار اللوز وعين الحلوف والهلالات.
أما تيط مليل فقد قدرت مصادرنا وجود حوالي 100 وحدة صناعية تشتغل أغلبيتها من غير تراخيص الاستغلال .
أما بلدية مديونة فإن عدد الوحدات الصناعية الغير المرخصة لا يتجاوز العشرة وحدات تتمركز بجوار القصية الاسماعلية المجاورة لمقبرة حي القدس. أغلبيتها في ملكية رئيس جماعة سابق متابع حاليا رفقة مستشارين وموظفين على خلفية فضيحة خروقات تدبير ملف صفقة أرضية السوق القديم.
أما بالهراويين في جزئها التابع لتراب عمالة أقليم مديونة والتي تضم 16 دوارا و23 دائرة انتخابية فقد تحولت العشرات من الإسطبلات ومحلات للسكن بين عشية وضحاها إلى وحدات صناعية غير مهيكلة وبدون ترخيص المزاولة فقد تحول معقل الرنيس السابق لجماعة الهراويين ،دوار الخالقة إلى أكبر تجمع للمعامل السرية، حيث بلغت 150 مستودعا يمارس أنشطة صناعية وتجارية بشكل غير علني، ويليه من حيث الأهمية دوار العريسات ب 50 وحدة صناعية ثم دوار الحاج صالح ب 45 وحدة صناعية في ملكية عائلة شهيرة بالمنطقة 3 من أفرادها مستشارون جماعيون بالهراويين.
اما بدوار سيدي أحمد بن لحسن فهو يضم 43 وحدة صناعية ممتدة من وسط الهراويين إلى حدود طريق مديونة بجوار الطريق السيار، دون نسيان دوار المديوني الذي تسيطر عليه عائلة معروفة بالمنطقة يحفظ الجميع اسماء أفرادها عن ظهر قلب، والتي استطاعت خلق حوالي 20 مستودعا بشكل غير قانوني، ونفس الشيء ينطبق على دوار الشياظمة الذي يضم لوحده حوالي 31 وحدة صناعية.
أما باقي الدواوير بالهراويين المديونية، مثل الحلحال الذي سيحتضن إنشاء الملعب الرياضي الكبير للدار البيضاء والمديوني 2 والرحامنة وبوشويرب فيضم بعض الوحدات الصناعية، لكن شهرتهم مرتبطة أكثر بالتجزئات السكنية السرية.
• عمال بين المطرقة والسندان:
أغلبية عمال هذه الوحدات الصناعية العشوائية يعانون من إجحاف حقيقي في الأجور والتي لا تصل في أغلبيتها إلى نصف الحد الأدنى منها وغياب التعويض عن الساعات الإضافية والتي تمتد إلى أزيد من خمسة عشرة ساعة بالإضافة إلى انتشار عمليات الطرد التعسفي، حيث أن كل عامل يطالب بالرفع من أجره أو تسوية وضعيته القانونية مع الضمان الاجتماعي أو ما شابه فإنه يتعرض للتسريح دون نيل أبسط الحقوق القانونية المنصوص عليها في القانون المنظم لسوق الشغل إضافة إلى انعدام الاستفادة من العطل السنوية وتلك المتعلقة ببعض الأعياد .
وحسب إفادة العديد من العمال والعاملات ممن استقت الجريدة آرائهم حول ظروف عملهم المهنية داخل هذه الوحدات الصناعية، فجلهم أدلوا على أنهم لا يحسون بالاطمئنان والأمان أثناء مزاولتهم لعملهم في ظل المعاملة الغير اللائقة التي يلقونها من طرف مشغليهم.
فمصطفى أقديم الذي يشتغل بشركة لصناعة الأفرشة بدوار الهلالات منذ ما يزيد عن الأربع سنوات، كسائق وعندما وقعت له حادثة سير أثناء تأديته لعمله، تم التخلي عنه وطرده شر طردة، دون تسليمه لمستحقاته.
أما صالح مرشود، فتم طرده من عمله بشركة لصناعة مواد البناء بدورة الحلايبية في المجاطية عندما طالب مشغله بتسجيله في الضمان الاجتماعي، رغم اشتغاله لمدة تناهز الثلاثة سنوات.
أما الشاب بوريقات، فقد فقد ثلاثة من أصابع يده اليسرى وتم الاستغناء عن خدماته من ورشة للتجارة بدوار الحلايبية بدون أي ضمانات في العمل في ظل غياب التأمين والضمان الاجتماعي ورخصة المزاولة.
وكشف العديد من العمال بإقليم مديونة أنهم مجبرون على الاشتغال في مثل هكذا الظروف المهنية التي لا تبشر بالخير وأكدوا أن عدم قيام الجهات المسئولة بعملها في مراقبة السير العادي لهذه الوحدات الصناعية هو الذي يشجع أرباب هذه المعامل على التمادي في خرق القوانين المنظمة للشغل وطرد كل العمال الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة.
• حملة لإعادة التأهيل.
تقوم سلطات إقليم مديونة، هذه الأيام بحملة واسعة لإحصاء مختلف الوحدات الصناعية التي تشتغل بالإقليم، بهدف إعادة تأهيلها لتلعب دورها الاقتصادي والاجتماعي على أحسن وجه كما أفادتنا بذلك مصادر عليمة ، حيث أن لجنة مختلطة تضم مختلف المصالح المعنية، تقوم بزيارة ميدانية لهذه الوحدات الصناعية السرية وتحث أصحابها على الامتثال للقوانين المنظمة للشغل وتقييد العمال في الضمان الاجتماعي والإعلان عن أنفسها لدى المصالح الضريبية إلى أخره من القوانين الأخرى.
حيث أكد مصدر مسئول على أن هدفنا من وراء هذه العملية هو ليس توقيف نشاط الوحدات الصناعية المخالفة للقوانين و إنما تشجيع هذه المعامل على مواصلة نشاطها وتأهيلها بشكل إيجابي وتقديم يد العون لها ولعمالها، خصوصا وأنها تشغل الآلاف من اليد العاملة وان العديد من الأسر بالمنطقة يعيش أفرادها على مدا خيل هذا القطاع الغير المهيكل.
لذلك فإن هدفنا – حسب نفس المصدر – هو أن تمارس هذه الوحدات الصناعية عملها في إطار قانوني يستجيب على الأقل للحد الأدنى من الممارسة المهنية المنشودة.
واعتبر مسئول من مندوبية التشغيل بالمنطقة على أنه لا يصح لهذه المعامل الغير المهيكلة بأن تمارس عملها وان السلطات المعنية هي المسئولة عن وجودها، لأنها غضت البصر عن عملية استنباتها، وساهمت في وجود قطاع كبير من المعامل السرية دون سند قانوني يفوت على خزينة الدولة أموالا طائلة، حتى وإن كانت توفر مورد رزق حقيقي للعديد من الأسر المغربية.
تصميم التهيئة قبل فوات الأوان
رغم حجم الكارثة بتراب جماعات الإقليم الخمس على مستوى ارتكاب العديد من الخروقات العمرانية والتي أتت على الأخضر واليابس، والتي وقفت لجان التفتيش عليها أثناء زياراتها المتعددة للمنطقة ، إلا انه رغم ذلك ما زال إقليم مديونة بدون تصميم للتهيئة بهدف هندسة المنطقة والدفاع عن خصوصياتها وإيجاد السكن اللائق للسكان المندمج مع محيطه وبيئته، وحماية الإقليم من مختلف أنواع العشوائيات وإبعاد ما تبقى من المناطق الفلاحية الخصبة عن هجومات العقارات العشوائية.
وبهذا الخصوص فقد اعتبرت عدة مصادر مسئولة في تصريحها للجريدة، على أن غياب تصميم للتهيئة خاص بإقليم مديونة فتح المجال لكل التعسفات والخروقات العمرانية.
واعتبروا أيضا على انه قد حان الوقت لإعادة الاعتبار للإقليم وتهيئته في إطار مخطط وطني لإعداد التراب الوطني.
أما مصادر أخرى فقد اعتبرت عن أن إعادة تهيئ الإقليم في إطار تصميم تهيئة يليق بخصوصية المنطقة هو أمر في غاية الصعوبة، لأن السلطات ستجد صعوبة في نزع القطع الأرضية لإحداث المرافق العمومية، خصوصا في موطن استنبات المعامل السرية ، لأن مختلف أنواع العشوائيات التي تغرق فيها المنطقة ستكون بمثابة أشواك في حلق تصميم التهيئة وستحول دون تصحيح الاعوجاجات السابقة وهو ارث ثقيل وثقيل جدا.
مستودعات عشوائية تحولت إلى معامل سرية قضت على أجود الأراضي الفلاحية بإقليم مديونة.
جمال بوالحق
إذا ألقيت نظرة سريعة على تراب عمالة مديونة بجماعاتها الخمس، فلن يجذبك فيها شيء. هو إقليم بسيط جدا بمواصفات قروية خانقة، سمته الأساسية البارزة، هو طغيان البناء العشوائي بمختلف أشكاله وأنواعه وتحول أجود أراضيه الفلاحية إلى مستودعات عملاقة قضت على الأخضر واليابس والتي تحولت بعد ذلك إلى وحدات صناعية غير مهيكلة، تشتغل خارج أي ضوابط قانونية وتشغل عشرات الآلاف من العمال في ظل ظروف تفتقد إلى أبسط الشروط المهنية وتنذر بتكرار كارثة روزامور لساسفة التي قضت على حياة 55 عاملا وعاملة دفعة واحدة.
بدءا بالهراويين ومرورا عبر تيط مليل وسيدي حجاج وانتهاء بالمجاطية ومديونة مسافة تزيد عن الخمسة والثلاثين كيلومترا وهي من أجمل الأراضي الفلاحية المتاخمة للعاصمة الاقتصادية، تعرضت للنهب والاغتصاب من طرف جهات مسئولة، ضمنهم منتخبون جماعيون ومسئولون في السلطة وسماسرة وموظفون بقسم التعمير، كلهم دمروا المجال الطبيعي للإقليم بمستودعات عملاقة، وتحولوا إلى أغنياء ظهرت عليهم أثار النعمة والثراء الفاحش الغير المبرر.
قلة منهم نالت جزاءها وقدمت للمساءلة القانونية، أما أغلبيتهم فيبدو أنهم مازالوا يتحسسون رقبتهم خوفا من أن يطالهم حبل المتابعة القضائية.
لغة الأرقام
أفادتنا مصادر مطلعة مسئولة أن جماعة سيدي حجاج لوحدها تضم أزيد من 800 مستودعا عشوائيا تحولوا إلى معامل سرية تنشط في عدة صناعات مختلفة كالبلاستيك والحديد والنجارة والتذويب والخياطة ... وتشغل هذه المعامل حسب نفس الإفادة أزيد من عشرين ألف عامل وعاملة أغلبيتهم من أبناء المنطقة، وتتمركز هذه الوحدات الصناعية بالخصوص في منطقة لحنانشة وأولاد سيدي مسعود وأولاد حادة 1و2.
1) أما بجماعة المجاطية أولاد الطالب، فإن عدد المستودعات العشوائية التي تمارس أنشطة صناعية، فقد بلغت 390 وحدة صناعية، أغلبيتها تزاول مهامها من غير ترخيص، وتشغل حوالي 2500 عامل وتتمركز بمرشيش والحلايبية ودوار اللوز وعين الحلوف والهلالات.
أما تيط مليل فقد قدرت مصادرنا وجود حوالي 100 وحدة صناعية تشتغل أغلبيتها من غير تراخيص الاستغلال .
أما بلدية مديونة فإن عدد الوحدات الصناعية الغير المرخصة لا يتجاوز العشرة وحدات تتمركز بجوار القصية الاسماعلية المجاورة لمقبرة حي القدس. أغلبيتها في ملكية رئيس جماعة سابق متابع حاليا رفقة مستشارين وموظفين على خلفية فضيحة خروقات تدبير ملف صفقة أرضية السوق القديم.
أما بالهراويين في جزئها التابع لتراب عمالة أقليم مديونة والتي تضم 16 دوارا و23 دائرة انتخابية فقد تحولت العشرات من الإسطبلات ومحلات للسكن بين عشية وضحاها إلى وحدات صناعية غير مهيكلة وبدون ترخيص المزاولة فقد تحول معقل الرنيس السابق لجماعة الهراويين ،دوار الخالقة إلى أكبر تجمع للمعامل السرية، حيث بلغت 150 مستودعا يمارس أنشطة صناعية وتجارية بشكل غير علني، ويليه من حيث الأهمية دوار العريسات ب 50 وحدة صناعية ثم دوار الحاج صالح ب 45 وحدة صناعية في ملكية عائلة شهيرة بالمنطقة 3 من أفرادها مستشارون جماعيون بالهراويين.
اما بدوار سيدي أحمد بن لحسن فهو يضم 43 وحدة صناعية ممتدة من وسط الهراويين إلى حدود طريق مديونة بجوار الطريق السيار، دون نسيان دوار المديوني الذي تسيطر عليه عائلة معروفة بالمنطقة يحفظ الجميع اسماء أفرادها عن ظهر قلب، والتي استطاعت خلق حوالي 20 مستودعا بشكل غير قانوني، ونفس الشيء ينطبق على دوار الشياظمة الذي يضم لوحده حوالي 31 وحدة صناعية.
أما باقي الدواوير بالهراويين المديونية، مثل الحلحال الذي سيحتضن إنشاء الملعب الرياضي الكبير للدار البيضاء والمديوني 2 والرحامنة وبوشويرب فيضم بعض الوحدات الصناعية، لكن شهرتهم مرتبطة أكثر بالتجزئات السكنية السرية.
• عمال بين المطرقة والسندان:
أغلبية عمال هذه الوحدات الصناعية العشوائية يعانون من إجحاف حقيقي في الأجور والتي لا تصل في أغلبيتها إلى نصف الحد الأدنى منها وغياب التعويض عن الساعات الإضافية والتي تمتد إلى أزيد من خمسة عشرة ساعة بالإضافة إلى انتشار عمليات الطرد التعسفي، حيث أن كل عامل يطالب بالرفع من أجره أو تسوية وضعيته القانونية مع الضمان الاجتماعي أو ما شابه فإنه يتعرض للتسريح دون نيل أبسط الحقوق القانونية المنصوص عليها في القانون المنظم لسوق الشغل إضافة إلى انعدام الاستفادة من العطل السنوية وتلك المتعلقة ببعض الأعياد .
وحسب إفادة العديد من العمال والعاملات ممن استقت الجريدة آرائهم حول ظروف عملهم المهنية داخل هذه الوحدات الصناعية، فجلهم أدلوا على أنهم لا يحسون بالاطمئنان والأمان أثناء مزاولتهم لعملهم في ظل المعاملة الغير اللائقة التي يلقونها من طرف مشغليهم.
فمصطفى أقديم الذي يشتغل بشركة لصناعة الأفرشة بدوار الهلالات منذ ما يزيد عن الأربع سنوات، كسائق وعندما وقعت له حادثة سير أثناء تأديته لعمله، تم التخلي عنه وطرده شر طردة، دون تسليمه لمستحقاته.
أما صالح مرشود، فتم طرده من عمله بشركة لصناعة مواد البناء بدورة الحلايبية في المجاطية عندما طالب مشغله بتسجيله في الضمان الاجتماعي، رغم اشتغاله لمدة تناهز الثلاثة سنوات.
أما الشاب بوريقات، فقد فقد ثلاثة من أصابع يده اليسرى وتم الاستغناء عن خدماته من ورشة للتجارة بدوار الحلايبية بدون أي ضمانات في العمل في ظل غياب التأمين والضمان الاجتماعي ورخصة المزاولة.
وكشف العديد من العمال بإقليم مديونة أنهم مجبرون على الاشتغال في مثل هكذا الظروف المهنية التي لا تبشر بالخير وأكدوا أن عدم قيام الجهات المسئولة بعملها في مراقبة السير العادي لهذه الوحدات الصناعية هو الذي يشجع أرباب هذه المعامل على التمادي في خرق القوانين المنظمة للشغل وطرد كل العمال الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة.
• حملة لإعادة التأهيل.
تقوم سلطات إقليم مديونة، هذه الأيام بحملة واسعة لإحصاء مختلف الوحدات الصناعية التي تشتغل بالإقليم، بهدف إعادة تأهيلها لتلعب دورها الاقتصادي والاجتماعي على أحسن وجه كما أفادتنا بذلك مصادر عليمة ، حيث أن لجنة مختلطة تضم مختلف المصالح المعنية، تقوم بزيارة ميدانية لهذه الوحدات الصناعية السرية وتحث أصحابها على الامتثال للقوانين المنظمة للشغل وتقييد العمال في الضمان الاجتماعي والإعلان عن أنفسها لدى المصالح الضريبية إلى أخره من القوانين الأخرى.
حيث أكد مصدر مسئول على أن هدفنا من وراء هذه العملية هو ليس توقيف نشاط الوحدات الصناعية المخالفة للقوانين و إنما تشجيع هذه المعامل على مواصلة نشاطها وتأهيلها بشكل إيجابي وتقديم يد العون لها ولعمالها، خصوصا وأنها تشغل الآلاف من اليد العاملة وان العديد من الأسر بالمنطقة يعيش أفرادها على مدا خيل هذا القطاع الغير المهيكل.
لذلك فإن هدفنا – حسب نفس المصدر – هو أن تمارس هذه الوحدات الصناعية عملها في إطار قانوني يستجيب على الأقل للحد الأدنى من الممارسة المهنية المنشودة.
واعتبر مسئول من مندوبية التشغيل بالمنطقة على أنه لا يصح لهذه المعامل الغير المهيكلة بأن تمارس عملها وان السلطات المعنية هي المسئولة عن وجودها، لأنها غضت البصر عن عملية استنباتها، وساهمت في وجود قطاع كبير من المعامل السرية دون سند قانوني يفوت على خزينة الدولة أموالا طائلة، حتى وإن كانت توفر مورد رزق حقيقي للعديد من الأسر المغربية.
تصميم التهيئة قبل فوات الأوان
رغم حجم الكارثة بتراب جماعات الإقليم الخمس على مستوى ارتكاب العديد من الخروقات العمرانية والتي أتت على الأخضر واليابس، والتي وقفت لجان التفتيش عليها أثناء زياراتها المتعددة للمنطقة ، إلا انه رغم ذلك ما زال إقليم مديونة بدون تصميم للتهيئة بهدف هندسة المنطقة والدفاع عن خصوصياتها وإيجاد السكن اللائق للسكان المندمج مع محيطه وبيئته، وحماية الإقليم من مختلف أنواع العشوائيات وإبعاد ما تبقى من المناطق الفلاحية الخصبة عن هجومات العقارات العشوائية.
وبهذا الخصوص فقد اعتبرت عدة مصادر مسئولة في تصريحها للجريدة، على أن غياب تصميم للتهيئة خاص بإقليم مديونة فتح المجال لكل التعسفات والخروقات العمرانية.
واعتبروا أيضا على انه قد حان الوقت لإعادة الاعتبار للإقليم وتهيئته في إطار مخطط وطني لإعداد التراب الوطني.
أما مصادر أخرى فقد اعتبرت عن أن إعادة تهيئ الإقليم في إطار تصميم تهيئة يليق بخصوصية المنطقة هو أمر في غاية الصعوبة، لأن السلطات ستجد صعوبة في نزع القطع الأرضية لإحداث المرافق العمومية، خصوصا في موطن استنبات المعامل السرية ، لأن مختلف أنواع العشوائيات التي تغرق فيها المنطقة ستكون بمثابة أشواك في حلق تصميم التهيئة وستحول دون تصحيح الاعوجاجات السابقة وهو ارث ثقيل وثقيل جدا.
