الخميس، 5 مايو 2016

تنوع قضايا الافراغ بين المدن والبوادي

1-تنوع قضايا الافراغ بين المدن والبوادي

تتعدد وتتنوع قضايا الافراغ باختلاف المواقع الجغرافية بين البادية والمداشر والكريانات والدواوير وضواحي المدن والمدن مخلفة عدة ضحايا ومشردين وتكون من نتائجها ومخلفاتها تشريد الاسر حيث يكون الاطفال هم الضحايا الاوائل وتكون المراة والشيوخ والعجزة ايضا ضحايا هذا الافراغ.
وحسب المتابعة فان قضايا الافراغ في المدن تاخذ طابع الاحتياج للعقار بدعوى حاجة الاسرة الى اسكان احد ابنائها او بناتها المتزوجين حديثا او ادعاء ان المنزل ايل للسقوط حيث استصدار الاحكام القضائية اصبح متعارف عليه في هذا المجال.
كما ان قرارات الافراغ احيانا تصدر دون وجود مبرر حيث نجد ان المكتري يؤدي واجباته الكرائية ويحافظ على العقار على وضعه غيران الحكم القضائي قد يصدر لان المكتري زاد او نقص في المنزل فتحة للتهوية او ماشابه ذلك.
وتتنوع قرارات واحكام الافراغ في المداشر والدواوير حسب الزمان والمكان حيث يلجا البعض حين يبلغ علمه ان هناك احصاء سكاني سيكون الى استصدار احكام قضائية بالافراغ تحت ادعاء ان السكن العشوائي هي شقة بمنافعها وان المكتري لايؤدي الواجبات الكرائية منذ سنوات رغم ان تواصيل الكراء غير موجودة ويحكم القضاء لصالحه باداء السومة الكرائية والافراغ .
اما في البادية فالامر مختلف فبعد ان اختفى الوعاء العقاري بالمدن وبدون اي تخطيط او برنامج للحفاظ على الاراضي الفلاحية اقدمت وما تزال الجماعات والمجالس على تفويت تلك الاراضي التي كانت سلة الغذاء للمغاربة الى المافيا العقارية التي قطعت اوصالها  واقامت فوقها مشاريعها دون مراعاة لخصوصيتها.
وتتميز تلك الاوعية العقارية بالبادية بكبرها وشساعتها مما يجعل التهافت عليها كبيرا وتستخدم فيه الية الدولة القمعية حيث يكون الانزال الامني بالمئات وتسد الطرقات ويكون التدخل بكل قسوة وقوة كما يكون الاعتقال مصير كل محتج او مقاوم لذلك التشريد.
كما ان الافراغ يستند احيانا الى شواهد وحجج مزورة بعكم ان تلك الاراضي كانت للمعمرين خاصة الفرنسيين حيث احيانا يسافر السماسرة الى فرنسا وياتون بحجج مزورة مدعين انهم اشتروا من لدن  ابناء وورثة الفرنسيين الذين كان العقار في اسمهم.
كما ان السلطات المحلية تذر اموالا طائلة من خلال الاتاوات والرشاوي التي تتلقاها نتيجة اخذ التصاريح بالزيادات الغير المرخصة او من خلال تمكين السكان الجددمن الشواهد الادارية حيث تبلغ احيانا ال1000درهما وما يفوق ولعل ما اصبح يعرف بقضية قائد الدروة خير مثال نسوقه للدلالة على مانقول

                                          -     البناء العشوائي منتشر في كل مكان وقضية الدروة احدى تجلياته-
                                          - احدى الافراغات بالقوة العمومية-

2-ضحايا الافراغ
ا-الاطفال
بحكم ان الافراغ يكون مسنودا بالقوات العمومية المدججة بكافة اسلحتها القمعية من عصي وسيارات وكلاب ورجال مطافئ وسيارات اسعاف فان الاطفال بطبيعة الحال هم الضحايا الاوائل لهذا التدخل حيث يصابون بكل انواع الرعب والخوف وبعضهم يصاب نتيجة ذلك بالبكم المؤقت او التبول اللاارادي والكوابيس والاحلام المزعجة ويصبح من الصعب عليه متابعة الدراسةوقد يستمر هذا التاثير السئ والسلبي على حياته للابد مما يعطي حالات متنوعة الميول للانتقام من المجتمع.
                                         -الطفل ادم من دوار بوشعيب استفاق على نفسه مرميا في مزبلة بعد تهديم منزل الاسرة-
ب-النساء
رغم ان النساء هن الاكثر مقاومة ودفاعا في وجه افة التشريد وسكن الشارع فان وضعيتهن الجسمانية كنساء تتاثر نتيجة ذلك حيث سقوط الاجنة بعض الاحيان او الاصابة نتيجة المقاومة احيانا ولاتسلم النساء من الاعتقال والاحتجاز والسجن احيانا اخرى
                                             -الرفيق كمال الشناوي المشرد مع عائلته في تضامن مع عائلة مشردة في الخلاء-

ج- الشيوخ العجزة
وبالطبع فان الشيوخ يكونون ايضا عرضة للاصابة نتيجة اي تدخل زيادة على العامل النفسي والشعور بالاستصغار امام الاهل حيث لم يستطع توفير مسكن لهم وانه اصبح مشردا في ارذل العمر بل منهم من توفي حاملا هم ابناءه الذين تركهم في مواجهة المجهول بعد رحيله.

                                                    -امراة مسنة بسيدي مومن مشردة بالشارع-
                                               -السيد عبد القادر زريزق لم يرحموا شيبته وجرجروه للخلاء-

3-السجن احب الي من التشرد
يرفض كثير من المواطنين والمواطنات التوقيع على قرارات الافراغ مما يؤدي بهم الى السجن نتيجة الاحكام الجاهزة لردع كل المقاومين والرافضين لتشريد اسرهم في الشارع وهذا ما حذا بحقوقيي المنطقة الى تاسيس تنسيقية سجناء الراي والحقوق الاساسية بسجن عكاشة للتعريف بهؤلاء المناضلي المعتقلين دفاعا عن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتنظيم وقفات تضامنية معهم ومع عائلاتهم وجعل السلطات تشعر بان اعتقالاتها هذه لن تمر في صمت وانها ستعرف طريقها الى الراي العام .

                                                               ابراهيم شنان احد المعتقلين دفاعا عن حقه في سكنه-
                                           -الجمعية المغربية لحقوق الانسان بالبرنوصي في احدى الوقفات التضامنية مع معتقل-
4-تاسيس لجن السكن
وبدورهم بدا المتضررون يتلمسون رغم بدائية المشروع طريقهم الى الدفاع عن انفسهم بتاسيس لجن وجمعيات سكنية من اجل مكاتبة ومسائلة الجهات الوصية حيث يواجهون بالاختراق السلطوي الذي يحاول تفريق تلك اللجن عبر شراء الذمم و استمالة بعض المنتفعين وتحويلهم الى الجهة المضادة للحركات المطالبة بالسكن للجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق