السبت، 11 يونيو 2016

حوار مفتوح بين قوى اليسار ....ردود بين الحريف ونوضة وقوى سياسية اخرى


http://riadichabaca.blogspot.com/2016/06/blog-post_6.html

ما هو نوع النّقد الذي تحتاج قوى اليسار إلى تبادله ؟

 ما هو نوع النّقد الذي تحتاج قِوَى اليسار إلى تبادله ؟

(عبد الرحمان النوضة)

Foto.Harif1
صورة المناضل عبد الله الحريف (من حزب النهج).

في يوم الاثنين 6 يونيو 2016، نشرت مُدوّنة «رياضي.شبكة.بلوغ اسبوط.كم»(1) مقالاً للمناضل عبد الله الحريف (من حزب النهج)، تحت عنوان  «نقد بعض الأفكار الخاطئة». وتناول فيه عبد الله الحريف مسألة: «لماذا لا نتقدّم بما فيه الكفاية كماركسيين في إنجاز المهام الاستراتيجية». وتناول عبد الله الحريف عدّة قضايا، مثل: وحدة اليسار، وبناء الجبهة، والمشاركة في الانتخابات، وقضية الصحراء، إلى آخره. ء

وعرض عبد الله الحريف في هذا المقال بعض انتقاداته التي وجّهها إلى بعض قوى اليسار (مثل  »حزب الاشتراكي الموحّد »، و  »حزب الطليعة »، و »حزب المؤتمر »). وردّ عليه بعض المناضلين من حزب الطليعة (منهم الرفاق: مُنْعِم أوحَتّي، ومحمد بوبكر، وادريس غازي) عبر التّهجّم عليه كشخص، مستعملين عبارات تحتوي على قدر معيّن من الاحتـقار، أو الإهانة، أو الاستهجان. وكلّ هؤلاء المناضلين (المذكورين سابقًا) معروفون، وعزيزون علينا، ونُكِنّ لهم جميعًا كلّ التقدير والاحترام. لكن نوعية النّـقد الذي تبادلوه فيما بينهم يخلق حزازات، أو عداوات، نحن جميعًا في غنًا عنها. فهذه الحادثة توفّر لنا مناسبة ثمينة لنقاش إشكالية النـقد: ما هو نوع النقد الذي تحتاج قوى اليسار بالمغرب إلى تبادله فيما بينها ؟ وما هي المقاييس المرجوّة في أي نقد لكي يكون مقبولاً وبنّاءً ؟ فَأُدْلِي بالملاحظات الموجزة التالية : ء

  • 1) من بين معضلاتنا السياسية في المغرب (وفي العالم الإسلامي) أن مختلف قوى اليسار تتجاهل بعضها بعضًا، ولو كانت تتشابه في طموحاتها السياسية، ولو أنها تلتقي في ميدان النضالات الجماهيرية. ولا تعمل من أجل إزالة خلافاتها الفكرية أو السياسية. ولا ترضى مكوّنات اليسار بأن تتحاور مع مكوّنات اليسار الأخرى التي تنافسها أو تخالفها. هكذا كان  »حزب الاستقلال » (المحافظ) يتجاهل  »حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ». وكان  »حزب الاتحاد الاشتراكي » يتجاهل كل الأحزاب والتيارات المتعدّدة التي انشقّت عنه. وكان  »حزب الطليعة » يتجاهل تنظيمات مثل  »23 مارس »، و »إلى الأمام »، و »الوفاء للديمقراطية »، وكانت أحزاب  »فيديرالية اليسار » الثلاثة تتجاهل  »حزب النهج »، إلى آخره. ويمكن تأويل هذا التجاهل المتبادل فيما بين قوى اليسار بميول نحو الهيمنة، أو السلطوية. ومن النادر جدّا أن تتبادل قوى اليسار بالمغرب نقدا معمّقا، ومكتوبا، وعلنيا. فقوى اليسار بالمغرب تُبالغ في تقدير خلافاتها، وتبرّر الحزازات القوية القائمة فيما بينها بوجود خلافات سياسية أو عقائدية هامّة فيما بينها. لكنها لا توضّح لنا، بشكل كتابي ومعمّق، لماذا تختلف في قناعاتها. وقد ظلّت قوى اليسار تقتصر على النقد الشفوي، وغير المنهجي، خلال جلسات داخلية، أو خصوصية. وقد كان إقدام عبد الله الحريف على نشر بعض انتقاداته الموجّهة إلى بعض قوى اليسار مبادرة نادرة، وجرّيئة، وتستحق الاهتمام والتشجيع. ء

  • 2) بغضّ النظر عن شكل ومضمون انتقادات عبد الله الحرّيف، فمن حقّه كمواطن، وكمناضل، أن يُعبّر عن انتقاداته، وأن ينشرها، ولو كانت هذه الانتقادات موجّهة إلى أحزاب  »الاشتراكي الموحّد »، و »الطليعة »، و »المؤتمر الاتّحادي ». ء

  • 3) تحتاج قوى اليسار بالمغرب إلى تبادل النقد المكتوب والبناء فيما بينها. وهذا النقد الفكري أو السياسي هو، ليس فقط حق مشروع، وإنما هو أيضًا واجب نضالي، بل يشكّل ضرورة ملحّة في الفترة التاريخية الحالية. ء

  • 4) صحيح أن عبد الله الحريف، في مقاله المذكور سابقا، لم يُراع بما فيه الكفاية ضرورة الكياسة في التعابير، أو اللباقة في إصدار الأحكام، أو الحذر في اختيار التصنيفات السياسية، وذلك بالضّبط بهدف تلافي إثارة الحساسيات، أو الذاتيات، أو الأحقاد. وكذلك بهدف صيانة إمكانية النضال المشترك في المستقبل. خاصة وأن مجتمعنا لا يألف النقد، وأفراد شعبنا لا يتحمّلونه. وحتى مناضلي قوى اليسار لم يتعوّدوا بعد على تحمّل النقد العلني المكتوب. وعند كتابة النـقد السياسي فيما بين المناضلين أو القوى السياسية، نعيش التناقض التالي: من جهة أولى، نودّ التعبير عن آرائنا وتقييماتنا، بشكل صريح، وبدون مراوغة أو غموض. ومن جهة ثانية، نحتاج إلى تلطيف عبارات انتقاداتنا لكي لا تكون جارحة. وفي أحيان كثيرة، نحتار، فلا ندري هل يجب أن ننتقد، أم أنه يجب أن نسكت. لأنه إذا كانت التعابير المستعملة في النقد جارحة، فإن المُنْتَـقَد سيرفض النـقدَ الموجّه إليه، بل سيحسّ به كهجوم عدواني عليه. وربّما هكذا شعر بعض مناضلي حزبي  »الطليعة » و »الاشتراكي الموحّد » بانتقادات عبد الله الحريف. ء

  • 5) صحيح أن عبد الله الحريف لم يُعَلّـل بما فيه الكفاية بعض انتقاداته بحجج كافية، أو موضوعية (مثلاً حينما اتّهم بعض قوى اليسار بِ : «الذّيلية» للنظام السياسي في قضية الصحراء، أو «أنها ليست ضدّ المخزن»، أو أنها تتّبع «خطّا يمينيا»، إلى آخره). فإذا كان من حقّ النّاقد أن ينتـقد، فمن الواجب عليه أيضا أن لا يطرح إلاّ الانتقادات التي يستطيع تقديم الحجج الموضوعية والكافية عليها. كما يجب على المُنْتَـقَد أن يتحلّى بروح رياضية، وبالتواضع، وأن يقبل نقاش النـقد الموجّه إليه، ولو كان شكل هذا النّـقد مخالفا نسبيا لأعراف النّـقد السّليم. لأن الغاية هي استمرارية التواصل، والتأثير والتأثّر، والتعاون، والتكامل. ء

  • 6) صحيح أن رفاقنا المحترمين: مُنْعِم أوحَتّي، ومحمد بوبكر، وادريس غازي، أحسّوا بانتقادات الرفيق المحترم عبد الله الحريف كأنها تهجّمات تحتوي على تجريح، أو إهانة، أو احتقار، أو تخوين. فوصف مُنعم أوحتّي عبد الله الحريف بِ : «الضّحالة»، و«القصور في التفكير»، و«الصبيانية»، و«التّياسر». ووصفه محمد بوبكر بِ : «الزهايمر السياسي»، و«التعويض عن النضال». ووصفه ادريس غازي بِ : «عرقلة الوحدة»، و«التشويش على المؤتمر الاندماجي». وإن كان من حقّ هؤلاء الرفاق أن يردّوا على النقد، إلاّ أن هذه الأساليب العدوانية في تبادل النـقد السياسي تبقى مؤسفة، وسلبية، بل ضارّة. ولا يُعقل أن نصف بتلك الأوصاف التحقيرية مناضلا متواضعًا، وصبورًا، وطيّبا، مثل عبد الله الحريف الذي كرّس حياته كلها للنضال الثوري في منظمة  »إلى الأمام »، وحُكم عليه بِ 32 سنة سجنا، وقضى قرابة 18 سنة داخل السجن بمعنويات صامدة، وضحى ولا يزال بمهنته ومستقبله كمهندس محترم. الشيء الذي لا يعني أنني أنكر أن المناضلين (من حزب الطليعة) الذين هاجموا عبد الله الحريف هم أيضًا معروفون بنزاهتم، وإخلاصهم، وغيرتهم. وتضحياتهم لا تقلّ قيمةً عن تضحيات عبد الله الحريف.  وكان المُرتجى، من كلاَ الطّرفين، هو أن يناقشوا مضمون النقد، دون الانشغال كثيرا بشكله، ودون التهجّم لاَ على شخص النّاقد، ولاَ على شخص المُنْتَـقَد. وكان عليهم أن يثبتوا بالحجج الموضوعية خطأ انتقادات الطرف الآخر، إن كانت خاطئة. وأتمنى أن تزول مخلّفات تلك الحزازات القديمة بين ما يُسمّى بِ  »الاتحاديين »، و »الماركسيين اللّينينيين ». ء

  • 7) في الحقيقة، كانت تقاليد النقد التي تربّى عليها جيل المناضلين من سنّنا في المغرب، في تجارب الحركات الماركسية اللينينية، أو في الأحزاب الشيوعية، أو اليسارية، أو  »اسطالينية » (stalinien)، خلال بداية القرن العشرين، في غالبية الحالات، تتّسم بالمبالغة، أو بالانفعالات الذاتية، أو بالاستخفاف بإصدار الأحكام الجاهزة، أو بالقساوة، أو بالاتّهامات السّاحقة، أو بالتصنيفات المطلقة، وأحيانا بالتحقير، أو التخوين. وكنّا (أو لا زلنا) لا نعرف كيف نتعامل مع التناقضات الثانوية (في صفوف الشعب). وكنّا نوزّع بسهولة كبيرة اتهامات «الانحراف»، أو «التراجع»، أو «اليمينية»، أو «الرجعية»، ضدّ رفاقنا في النضال الذين يخالفوننا في بعض الآراء الجزئية. وفي سنوات 1970، و 1980 م، ساهمتُ شخصيا بحماس شبابيّ في مثل هذه الأساليب. لكنني تعلّمتُ من تجاربي أن هذه الأساليب القاسية في النّـقد تسيئ أكثر ممّا تنفع. فأقلعتُ عنها. ويمكن للقارئ أن يجد مَثَـلاً لنموذج نوعية النقد المرجو في الوثيقة التي كتبتُها (في سنة 2012 م) تحت عنوان «نقد أحزاب اليسار بالمغرب». ورغم طول هذه الوثيقة (قرابة 40 صفحة)، ورغم ثقل وزن الانتقادات السياسية الموجودة فيها، والموجهة إلى مختلف قوى اليسار بالمغرب، فمن الصّعب أن يجد فيها القارئ عبارات جارحة، أو مهينة، أو عدوانية. ورغم ذلك، وعلى ما يظهر، فإن بعض قوى اليسار بالمغرب تتجاهل مثل هذه الاجتهادات. ء

  • 8) يلزم أن نعترف أن كل هؤلاء المناضلين، سواء عبد الله الحريف من  »حزب النهج »، أم مُنْعِم أوحَتّي، أم محمد بوبكر، أم ادريس غازي، أو من شابههم، من مختلف قوى اليسار، وبالرّغم مِمّا قد يصدر عنهم من هفوات من فترة لأخرى (مثلما يمكن أن يصدر عنّا نحن أيضا)، كلهم مناضلون معروفون بصدقهم، ونزاهتهم، وبأنهم كرّسوا حياتهم للنضال، وأنهم ضحّوا بالغالي والنفيس، وأنهم لا زالوا صامدين في قناعاتهم، وفي مساهماتهم الثورية. والقناعات الفكرية، والممارسات النضالية، التي تتوفّر لدى كل هؤلاء المناضلين، هي أكبر بكثير ممّا يفرّقهم. وعليه، فلن نقبل أبدا بأن يغرق هؤلاء المناضلين، أو من شابههم، في سوء التفاهم، أو في أحقاد مفتعلة، وناتجة عن أساليب أفعال قد تتّسم بضعف المهارة (maladresse).

  • 9) سبق أن كتبتُ ونشرتُ أنني غير راض عن أوضاع قوى اليسار بالمغرب، لكنني، في نفس الوقت، أقدّر كل قوى اليسار، وأحترمها، وأعتبر أنها كلها ضرورية. وأطمح إلى المساهمة في تقريب قوى اليسار، وتعاونها، وتكاملها، وتوحيدها، ومساهمتها في مجمل النضالات المشتركة. ورغم أنني مقتنع بضرورة وإلحاحية تبادل النقد المكتوب والرزين فيما بين مجمل قوى اليسار، فإنني أحثّ كل هذه القوى على الحرص الشديد على أن يظل هذا النقد المتبادل ملتزما بالجدّية، وبالموضوعية، والحياد، والدّقة، والنزاهة، والاحترام المتبادل. لأن هدف النقد الثوري هو مساعدة الشخص المُنْتَـقَد على تحسين أداءه، وليست غاية النّـقد هي هزم المُنْتَـقَد، أو القضاء عليه! وأتمنى أن تنظم قوى اليسار في المستقبل لقاءات وحوارات فيما بين مسؤولين وأطر ومناضلين من مختلف هذه القوى لخوض جدالات صريحة ورزينة حول مجمل إشكالات النضال الثوري بالمغرب. ء

  • 10) ماذا نفعل في حالة حدوث خلافات فيما بين قوى اليسار؟ هل نتجاهل هذه الخلافات؟ هل ننكرها؟ هل نتجاهل حتى مختلف مكوّنات اليسار التي تُخالفنا في بعض القناعات؟ هل نردّ على تعنّت بعض المخالفين بِتَـعَـنّـت أكبر؟ هل الخوف من تعقيدات النضال المشترك يُبرّر التركيز على ذاتنا، وتجاهل كل من اختلف عنّا؟ ألاَ تستوجب الحكمة التخلّص من نرجسيتنا، ومن العصبية الحزبية الضّيقة، والقبول المتواضع بالحوار، وبالاختلاف، وبالتعدّد، والاحتكام إلى جمهور المناضلين النزيهين؟ هل يُعقل أن نستغني عن النقد السياسي المتبادل؟ وهل توجد وسيلة أخرى غير تبادل النقد الرّزين لتحقيق التفاهم، والتقارب، والتأثير والتأثّر، فيما بين قوى اليسار؟ وما هي أهداف النقد ؟ أهداف الحوار، والنقاش، والنقد، والصراع السياسي، هي تدبير الخلافات، وتلافي الاستبداد، وتفادي الانفراد بالقرار، وفرز الآراء الأكثر تقدّما أو صوابا. ونوع النقد المطلوب فيما بين قوى اليسار، هو أن يكون جدّيا، ومعمّقا، ومعلّلاً، وموضوعيا، ومحايدا، ومقنعا، وملتزما بالاحترام المتبادل، ومراعيا للحساسيات وللذّاتيات، وحريصا على صيانة حظوظ خوض نضالات مشتركة في الحاضر والمستقبل. فلا يجوز لأي نقد متبادل بين قوى اليسار أن ينساق نحو التسرّع، أو الاستخفاف، أو العصبية الحزبية الضيّقة، أو الاحتقار، أو الكراهية، أو تصفية الحسابات الذاتية. فإما أن يكون النقد السياسي معمّقا، ومُعَلّـلاً، وإما أنه يبقى مجرد تصنيفات اعتباطية، تسيء أكثر مِمّا تفيد. وهدف النقد ليس هو عزل الشّخص المُنتقَد، أو هزمه، أو تحطيم سمعته، وإنما هدف النقد هو إحداث التّفاهم مع الشخص المُنْتَـقَد، ومساعدته على تقويم نفسه، والتقرّب منه، والتكامل معه، وتحسين كفاءاته، وتجويد فعاليته، وخوض النضال المشترك معه. ء

(عبد الرحمان النوضة، الأربعاء 8 يونيو 2016، الدار البيضاء).

(1) (riadichabaca.blogspot.com)

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° 

ولمن فاته مقال عبد الله الحريف، أو أراد الاطلاع عليه، أعرض فيما يلي: مقال عبد الله الحريف، ثم تعليقات : مُنْعِم أوحَتّي، ومحمد بوبكر، وادريس غازي. ء

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° 

عبد الله الحريف : في نقد بعض الأفكار الخاطئة

 عبقرية لينين تأتي في نظري،بالأساس،من قدرته الفائقة علي التحليل الملموس للواقع الملموس.و هده القدرة ترتكز إلي تحديد التناقضات،ليس كتناقضات ساكنة لا تتغير ،بل كتناقضات متحركة ،خاصة في مراحل احتداد الصراع الطبقي الذي يلعب دور الكاشف لهده التناقضات. وهده القدرة علي التحليل الملموس للواقع الملموس، تأسست علي دراسة واستيعاب التغيرات العميقة التي طرأت علي الرأسمالية في بلدان المركز وأدت الي تحولها الي امبريالية تنهب خيرات بلدان المحيط ،مما مكنها من ارشاء جزء من الطبقة العاملة( الأرستقراطية العمالية المتحكمة في الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية ،وخاصة في ألمانيا) وبالتالي تحويل هده الأحزاب الي قوة داعمة لبرجوازيتها في صراعها ضد البرجوازيات الأوربية الأخري لاقتسام العالم.فلولا هدا التحليل وما يستتبعه من تغيير جدري في الموقف من الحرب الامبريالية لضل البلاشفة ،علي غرار المناشفة،ذيلين لبرجوازيتهم ولكانوا عاجزين علي قيادة ونجاز الثورة في روسيا.

ان عبقرية لينين في تطبيقه الخلاق للمنهج المادي الجدلي الدي يجعله دائما متحفزا لدراسة التغيرات العميقة،الطبقية والسياسية،وتحديد التكتيكات و الاستراتيجية بناء علي دلك.فما هو مطروح علينا ليس أن نستنسخ التكتيكات و المواقف التي اتخذها لينين في ظرفية سياسية معينة،بل أن نستفيد من منهجه المادي الجدلي المرتكز للتحليل الملموس للواقع الملموس وليس تطبيق وصفات جاهزة.

إن هده المقدمات ضرورية لاستيعاب لمادا لا نتقدم بما فيه الكفاية كماركسيين ، في انجاز المهام الإستراتيجية التي طرحتها الي « الامام » تم طورها النهج الديمقراطي،وخاصة مهمة بناء التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين وجبهة الطبقات الشعبية باعتبارهما أداتين أساسيتين لانجاز مهام التحرر والديمقراطية والاشتراكية .فانجاز هاتين المهمتين مسألة راهنة وملموسة وليست مسألة مؤجلة وغامضة.ان دراسة واقع اليسار بالمغرب وتحديد الوسائل والتكتيكات الكفيلة بجعله فاعلا أساسيا في النضال الحالي ضد المخزن ومن اجل الديمقراطية، ستكون له تأثيرات ايجابية علي فك عزلته الجماهيرية وتسريع وتيرة الفرز داخله مما سيساعد عل التقدم في بناء التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين.كما ان بناء جبهة الطبقات الشعبية لن يتم دفعة واحدة ولا كما يتصوره البعض من خلال توافق قبلي لقوي يفترض أنه تمثل الطبقات الشعبية،بقدر ما سيكون محصلة النضال الملموس للشعب المغربي من أجل التحرر والديمقراطية والاشتراكية و الصراع الفكري والسياسي اللذان (أي نضال الشعب المغربي و الصراع الفكري والسياسي) سيفرزان القوي السياسية والاجتماعية التي تمثل الطبقات الشعبية .

في هدا الإطار فان دحض بعض الأفكار التي نعتبرها خاطئة قد يساهم في تدقيق وتوضيح المهام المطروحة.

· وحدة اليسار والجبهة الميدانية:

يكرر بعض الرفاق مقولة ان وحدة اليسار حول برنامج للتغيير يجب أن تسبق بناء الجبهة الميدانية .تبدو هده المقولة بديهية . لكن يجب إخضاعها للتحليل الملموس.ما هو هدا اليسار الذي يجب أن يتوحد وعلي أي أساس يجب ان يتوحد؟ هناك أولا فيدرالية اليسار التي انبنت علي تلات ركائز:الصحراء-الملكية البرلمانية-الانتخابات. هدا ما يعبر عن خوف قياداتها المتنفدة من التغيير الحقيقي .لمادا؟ إن الانتخابات عوض أن تكون وسيلة للتغيير الحقيقي،ستكرس،عكس دلك،شرعية المخزن وتساعده،مؤقتا،علي تجاوز أزمته.وتجربة الانتخابات و المؤسسات الديمقراطية،المزعومة،خلال اكتر من نصف قرن،خير دليل علي دلك.

ان طرح الملكية البرلمانية كشعار سيتحقق من خلال توافقات فوقية مع المخزن وليس من خلال صرا ع واسع وضاري ضد المخزن تخوضه الجبهة النضالية الميدانية سيؤدي ،في الواقع،الي استمرار الاستبداد والحكم الفردي المطلق للملك.ان المخزن غير قابل للإصلاح كما تبين دلك التوافقات التي تمت خلال النضال ضد المستعمر تم في ايكس ليبان تم بعد الاستقلال الشكلي حول الصحراء وصولا الي « التناوب » المخزني والتي كانت في الحقيقة استسلاما لمشيئة المخزن و ادي شعبنا تمنها غاليا و أدت إلي إضعاف اليسار الي أقصي الحدود. أما في قضية الصحراء فموقف هده القيادات هو الديلية التامة لموقف ومبادرات المخزن. ان حزب المؤتمر الوطني الاتحادي مجرد واجهة لل ك د ش التي تلتزم قيادتها بالسلم الاجتماعي علي حساب الطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية وتحارب كل محاولة للدمقرطة هده المركزية ولم تنخرط في حركة 20فبراير بل تواطأت مع المخزن ضدها و باعتها مقابل فتات اتفاق 26 ابريل 2011. وقيادة الحزب الاشتراكي الموحد تؤكد أنها ليست ضد المخزن و ان عدوها الرئيسي هو الاسلام السياسي ،مدعمة بدلك موقف المخزن وموقف حزب الأصالة والمعاصرة.ولا تترك فرصة للهجوم علي النهج الديمقراطي مستعملة أحط الأساليب و الأكاذيب. ويهيمن داخل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي خط يميني سيقويه الخط اليميني السائد في فدرالية اليسار الديمقراطي مما سيؤدي لا محالة إلي المزيد من إضعاف الحزب . ان هده التغيرات داخل هده الأحزاب تعبر عن تغيير في المواقع الطبقية للاتجاهات المهيمنة داخلها(ارستقراطية عمالية تستفيد من الريع النقابي ،محامون يستفيدون من فتات النظام،مقاولو « المجتمع المدني » الدين اغتنوا بفضل دعم الدولة »( المبادرة الوطنية للتنمية البشرية) ودعم المؤسسات الدولية،المستفيدون من المجالس الكثيرة التي يحدثها النظام والفئات العليا من البرجوازية الصغري (محامون،أطباء،رجال التعليم العالي…). صحيح ان هناك مناضلين مخلصين داخل هده الأحزاب ،مناضلين يطمحون الي التغيير الديمقراطي الحقيقي.فكيف نتعامل معهم؟هل

بالقبول باشتراطات قيادات الفيدرالية ومهادنة خطها اليميني الواضح؟هلبالعكس بالصراع ضد ضد هده التوجهات اليمينية وفضحها وتبيان خطورتها المدمرة علي اليسار وعلي نضال الشعب المغربي من اجل التغيير ،و في نفس الان، العمل المشترك مع كل مناضلي هده الاحزاب المخلصين؟

ان محاباة هده القيادات والقبول باشتراطاتها ومهادنة الخط اليميني سيؤدي الي اضعاف اليسار والمزيد من عزلته الجماهيرية و المزيد من تقوية التوجه اليميني وسيكون علي حساب النضال الدي يخوضه المناضلون المخلصون داخل هده الاحزاب ضد التوجهات اليمينية.

وهناك التيارات الماركسية ،فادا كان النهج الديمقراطي يتقدم في العمل المشترك مع بعض التيارات التروتسكية ،فان المجموعات المنحدرة من تجربة الطلبة القاعديين و التي لم تلتحق بتنظيمات اليسار ،بعضها،مجيمعات غارقة في الدغمائية البئيسة والحلقية المقيتة والاقتتال فيما بينها وضد القوي الأخرى وتعتبر النهج الديمقراطي عدوها الرئيسي ملتقية بدلك موضوعيا مع النظام وتكتفي بالشعارات التورية وبترديد النصوص .أنها في اغلبها مجيمعات لا تختلف ،عن الأصولية الدينية المتطرفة.

ويتميز الوضع في المغرب بتواجد عدد كبير من المناضلين الديمقراطيين التقدميين الغير منتمين الي أحزاب و مجموعات اليسار و الدين يلعبون دورا هاما في مختلف واجهات النضال الجماهيري ويدافعون باستماتة عن ديمقراطية هده الإطارات الجماهيرية و كفاحيتها ويناضلون ،من مختلف مواقعهم،ضد المخزن،وهؤلاء المناضلون قد يشكلون قوة ستساهم بشكل معتبر في مسيرة التغيير الديمقراطي المنشود.

لدلك فان اليسار في حاجة إلي إعادة بنائه بالارتكاز إلي التيارات الرافضة للخط اليميني المهيمن داخل فيدرالية اليسار و التي تناضل من أجل التغيير الحقيقي بعيدا عن أوهام « التوافق » مع المخزن .و التيارات التروتسكية وبعض المجموعات المنحدرة من تجربة القاعديين والتي قطعت مع الخط اليسراوي ألعدمي للبرنامج المرحلي،و المناضلين اليساريين الديمقراطيين الغير منتميين حزبيا. وهدا ما يفرض أن هدا البناء سيتم من خلال قطب سياسي-اجتماعي وليس فقط قطب سياسي،قطب يخوض الصراع من اجل المشروع التحرري،الديمقراطي و الاشتراكي.

إن إعادة بناء هاته تتطلب العمل علي تلات واجهات:

· الصراع السياسي والفكري ضد التوجهات اليمينية و اليسراوية داخل اليسار وضد التصورات الخاطئة لتوحيده مما سيساهم في الفرز الضروري داخله.

· القيام بمبادرات وحدوية اتجاه القوي المناضلة اليسارية واتجاه المناضلين الديمقراطيين الغير منتميين.

· تطوير نضال الشعب المغربي وتوحيده وتوجيهه ضد المخزن مما من شأنه تسريع وتيرة الفرز داخل اليسار ومجموع القوي ورفع معنويات المناضلين.

فهل إعادة بناء اليسار يجب أن يسبق إعادة بناء الجبهة الميدانية النضالية أم أن إعادة بنائهما مسيرة واحدة؟

إن الفرز وإعادة بناء اليسار لا يمكن أن تنفصل عن تطوير نضال الشعب المغربي من اجل الديمقراطية وضد المخزن.ولدلك تكتسي مهمة إعادة بناء الجبهة النضالية الميدانية التي جسدتها ولا زالت حركة 20فبراير أهمية حاسمة وملحاحية خاصة.

فبدون إعادة بناء هده الجبهة وخوضها ،ألان وهنا،النضال ضد المخزن ومن اجل الحرية و الديمقراطية والعيش الكريم،سيمر،مؤقتا، المشروع المخزني المدعوم بالقوي الملتفة حوله وبانزياح فيدرالية اليسار نحو اليمين وسيزيد اليسار ضعفا وعزلة. أما إعادة بناء الجبهة الميدانية وتقوية وتوسيع وتطوير نضالها.فمن شأنه ضرب الإحباط الذي بدا يدب في صفوف القوي المناضلة وانتقالها من مرحلة دفاعية إلي مرحلة هجومية وتسريع الفرز والاصطفاف الضروريين وسط اليسار وتشجيع الجماهير الشعبية الواسعة علي الانخراط في النضال من اجل التغيير وجر القوي المترددة بما فيها،ربما،التوجهات اليمينية داخل الفيدرالية.

وخلاصة القول إن إعادة بناء اليسار وإعادة بناء الجبهة النضالية الميدانية مسيرة واحدة يخدم التقدم في احدي طرفيها التقدم في الطرف الأخر.

· مسألة ضعف اليسار ومسالة القيادة والسيرورة الحالية:

يطرح أفكارا نعتبرها خاطئة ومضرة ولا جدلية .مفادها أن اليسار ضعيف الان وغير قادر علي قيادة النضال من أجل التغيير الدي سيستفيد منه الاسلام السياسي الأكثر تنظيما و تأثيرا جماهيريا . و أن أي تغيير ،في هدا الوضع ،سيؤدي إلي وضع أسوء من الوضع الحالي (تمكن المشروع الإسلامي الماضوي من السلطة).و بالتالي فالمطروح هو الانصراف لبناء الذات مع الجماهير.

أولا،ان التغيير المتمثل في القضاء علي المخزن الذي له جذور تمتد لقرون وتخترق المجتمع مسالة هامة وضرورية وتقدم هائل مهما كانت طبيعة القوة التي ستستفيد،مؤقتا،من الوضع الجديد. إضافة الي كون هدا الوضع الجديد لن يكون مستقرا خلال مرحلة قد تطول بفعل تجند الشعب المغربي الدي يكون قد حقق الانتصار علي المخزن ولن يقبل بسهولة ان يستبدل استبداد المخزن باستبداد الاسلام السياسي وبفعل نضال القوي اليسارية والديمقراطية التي ستتطور من خلال الصراع ضد المخزن وسيفتح إسقاط المخزن أمامها إمكانيات هائلة للتطور (انظر تجربة تونس مثلا).

ثانيا،إننا نعتبر أن مطمح التغيير الدي جسدته حركة 20فبراير والدي التفت حوله الجماهير وستناضل من أجله لن ينتظر تحقيقه حثي يتوحد اليسار ويكون جاهزا لقيادته .فالجماهير لن تنتظر حثي نكون مؤهلين لقيادتها بل ستسير وراء القوي التي تناضل ،الان وهنا،من أجل انعتاقها من الاستبداد و الفساد وليس فقط من اجل مكتسبات جزئية وقطاعية تعرف جيدا أنها قابلة للتراجع مادام المخزن قائما. وبقدر ما ننخرط بقوة وبكل طاقتنا في هدا النضال ونساهم في توجيهه و تأطيره بقدر ما ،رغم ضعفنا الحالي، سنكون فاعلين في التغيير وسنشكل رقما يصعب تجاهله أو إسقاطه ادا ما حدت التغيير المرتقب.

إن الاكتفاء ببناء الذات و العمل وسط الجماهير الكادحة( وهي، طبعا ، مهام ضرورية وهامة وتوجد ويجب أن تستمر في مركز الثقل في عملنا) بدون الانخراط القوي والفاعل والفوري في الصراع العام في المجتمع من أجل القضاء علي المخزن وبناء نظام ديمقراطي و الدي يشكل المطلب الملح والرئيسي للشعب المغربي حاليا والمدخل الضروري لتحقيق مطالبه في الميادين الاجتماعية و الاقتصادية والثقافية وبدون السعي الي احتلال موقع متقدم في هدا الصراع سيجعلنا نكرر الخطأ الاستراتيجي الدي ارتكبه الحزب الشيوعي المغربي بابتعاده عن النضال من اجل الاستقلال الدي كان المطلب الشعبي الأساسي في تلك الفترة مما ترك قيادة هدا النضال في يد البرجوازية و ادي الي انصراف الطبقة العاملة من صفوفه و التحاق اغلبها بالحركة الوطنية ،وهو بدلك أجهض إمكانية بناء حزب الطبقة العاملة و أصبح قوة ديلية للبرجوازية كرد فعل علي خطئه الرئيسي .

وعلي العكس من دلك،فان الحزب الشيوعي الفيتنامي والحزب الشيوعي الصيني الدي ربطا بين النضال التحرري والصراع الطبقي ،بل أعطيا الأسبقية ،في مرحلة معينة ،للنضال الوطني قد قادا الشعب نحو الانتصار.

كما أن دلك التوجه سيغذي النزعة الاقتصادوية التي يعاني منها النهج الديمقراطي ومجموع اليسار المتمثلة في طغيان العمل في إطارات جماهيرية ضعيفة الانغراس وسط الجماهير وضعف العمل السياسي والفكري والتنظيمي.

إن انصرافنا من النضال من اجل التغيير الديمقراطي الحقيقي الدي هو المطمح الرئيسي ألان لشعبنا بدعوي إن المستفيد منه قد يكون هو الإسلام السياسي ،سيؤدي إلي احد الاحتماليين :

· إما أن يستطيع المخزن تقوية أركانه وجر المزيد من القوي لصفوفه.

· إما أن يقود الإسلام السياسي لوحده النضال من اجل التغيير ،

في كلتا الحالتين ستكون انعكاسات دلك كارتية علينا وعلي مجموع القوي اليسارية المناضلة لان القوي المنتصرة ستواجهنا و لن تتركنا ،كما يظن البعض ،نبني ذاتنا ونحقق انغرسا وسط الجماهير الكادحة بسلام و لأن الجماهير ستكون قد انصرفت من حولنا ولجأت إلي الإحباط في حالة انتصار المخزن أو التحقت بالقوي التي ساهمت أو قادت التغيير في حالة الانتصار علي المخزن.

إننا واثقون من أن القوي الماركسية واليسارية قادرة علي رفع التحدي المتمثل في بناء التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين وجبهة الطبقات الشعبية من خلال بلورة الإستراتيجية والتكتيكات الملائمة و قيادة النضال من أجل التحرر الوطني و الديمقراطية والاشتراكية.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° 

تعليقات  بعض المناضلين من  »حزب الطليعة » على مقال عبد الله الحريف :

تعليق  مُنْعم أُحَتّي :

Mounaim Ouhti‎‏‏.
الرفيق الحريف المحترم :
لقد كلت للرفاق في المؤتمر سبا شائنا لا علاقة له بالتحليل السياسي، طعنت في مصداقية الموحد حين ساويتهم بالبام و هي ضحالة و قصور في التفكير، خلقت جناحا في الطليعة بأوهامك الصبيانية المراهقة.
دمت كما أنت، تنتظر وحيا طفوليا في كهف أصولية التياسر.
تعليق محمد بوبكر : 
Mohamed Boubker
الزهايمر السياسي ..في زمن التعويض عن النضال.

تعليق ادريس غازي     Driss Rhazi
مثل هؤلاء هم من كانوا السبب في عرقلة مشروع وحدة اليسار المغربي …لازلت اتذكر جيدا ،وبالضبط ليلة 15 يوليوز سنة 2002 ،حينما.كان الحريف رئيس هيأة تحرير جريدة النهج ..بنشر خبر لا اساس له من الصحة مفاده ان الرفيق ايت ايدر ..تسلم رسالة من البصري. يطلب منه العمل على تجميع اليسار تحت ظلال المنضمة …كان الغرض منها انذاك هو التشويش عاى المؤتمر الاندماجي.
تعليق هشام لمعيزي   Hicham Lemaizi
ليس الحريف صاحب المقال بل الرفيق الشباري رحمه الله.

وثيقة «ما هو نوع النقد الذي تحتاج قوى اليسار إلى تبادله؟» .
...............
 
محمد رقيي
تحية عالية الاستاد النوضة على مداخلتك الرزينة
١ كل ما جاء في مداخلتك هي ملاحظات مهمة وافكار مستوحات من تراكم نضالي انبنتْ عبر مسار نضالي يساري بِما تحمل الكلمة من معنى ،
٢ هَمٌكَ كبير وارادتك قوية وما يؤكدُ ذالك المقال السابق الذي الذي كتبته في نقد اليسار ، وكان لي شرف الإطلاع عليه بإمعان ، وأعتَبرته لبنَة اساسية في افق التأسيس الفعلي ليسار قوي من خلال تحديدك للقوى الفعلية المعنية اصلاً بمشروع اليسار، وتحديدك فعلا لمهامه واولوياته الآنية
٣ وهذه ملاحظة تهم الرفيق الحريف ، هو ان مجمل ما جاء غي مقاله أساء لكل المكونات اليسارية كل نال نصيبهُ كَيْلٍ كان بعيداً عن النقدالبناء وبدون استثناء
وبالفعل كان من الضروري ان اجلنا الرد عليه في حينه تفادياً لأي ردّ فعل يأتي في فوْرتِه بنفسِ الحدّة أو اقوى.
٤ ونحن في نهاية مؤتمرنا اعتقدنا اننا حققنا نجاحاً مهماً من خلال طرحنا لأجوبة نراها مهمة وذات قيمة مضافة لرصيد اليسار، واوصى المؤتمر بنشرها وتبادلها في ورشات نقاش مع كل مكونات الصف التقدمي دون استثناءا ومنها السؤال الجوهري والاساسي
جبهة يسارية موحدة

Répondre
LivresChauds.Wordpress.Com Auteur de l’article
شكرا لك أيها الرفيق محمد رفيي على تشجيعك، وعلى وضوح ودقّة ملاحظاتك. معضلتنا اليوم، أو معضلة قوى اليسار بالمغرب، هي أننا كلّنا في حاجة ماسّة ومستعجلة إلى التواضع، وإلى إقامة جسور فيما بين كل قوى اليسار، وإلى تنظيم النقاش، وإلى تبادل الاستفسارات والانتقادات. ولا يمكن، ولا يُقبل، أن نستغني عن تبادل النقد. لأن تبادل النقد هو (اليوم في المغرب) السبيل الوحيد لتوضيح الآراء، وتعميقها، وتقريبها، وتوحيدها. ومشكلنا هو أننا في حاجة ماسّة إلى أن يكون تبادل النقد بأساليب سليمة، تتميّز بالموضوعية، والعمق، والدقّة، والحياد، والاحترام المتبادل، بهدف التقارب، والتعاون، والتكامل، فيما بين مجمل مكوّنات اليسار. وفي حالة إذا مارسنا هذا النقد بأساليب خاطئة، فالنتيجة المحتملة ستكون هي تضخّم سوء التفاهم، وتقوية الذاتيات، وتغدية الحزازات، والزيادة في تباعد الشركاء المتباعدين، وتفاقم تشرذم قوى اليسار بالمغرب.وأمّا إذا مارسنا النقد بعقلية ناضجة، فإن حلم تقارب، وتعاون، وتكامل، مجمل قوى اليسار بالمغرب سيصبح في متناولنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق