السبت، 11 يونيو 2016

الوضع السياسي بالمغرب ومهام اليسار عبد الهادي بلكرداس

نشاط: نقاش الوضع السياسي.

الوضع السياسي بالمغرب ومهام اليسار

عبد الهادي بلكرداس

إحتضن مقر حزب النهج الديمقراطي بالدارالبيضاء، ليلة الخميس 9يونيو 2016، سمرا سياسيا، تفاعلت من خلاله أهم الهواجس والاسئلة والمقاربات، المتصلة بوضع اليسار وأدائه، في ظل مرحلة سياسية، مطبوعة بالتجاذب الحاد والسرعة في الحركة والتغير، لمغرب ما بعد 20 فبراير، مع الإشارة ان هذا السمر يندرج في سياق برنامج الانشطة الرمضانية، والتي حددت في ثلاثة لقاءات/ موضوعات سياسية،

Image.Titi.Benacer(3).9.6.2016

السمر كان من تأطير الرفيق أحمد آيت بناصر، الذي قدم ورقة في صيغة أرضية عامة لسمات الوضع السياسي الدولي والإقليمي والوطني، ليستخلص أهم النتائج والتحديات المطروحة على مكونات اليسار المغربي راهنا؛

– بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي، في نهاية 80، اتجه الوضع الدولي نحو الهيمنة الامريكية، بدعم من الامبرياليات الغربية، وهي المرحلة التي عرفت اعنف الحروب ضد الشعوب؛  أفغانستان و العراق وفلسطين،

– إنفجار الأزمة الماليةداخل المركز الامبريالي الامريكي، كنتيجة للعجز عن سداد الديون الخيالية المتراكمة، وهو ما ولد موجة عارمة من الإحتجاجات داخل امريكا وخارجها، من خلال اتجاه مجموعة من الدول الى مراجعة علاقتها التبعية مع الإقتصاد الأمريكي، وتنامي حركات الشعوب في مقاومة الهيمنة الأمريكية الأحادية،

– انطلاق الربيع العربي كتعبير عن إنتفاضة الشعوب المغاربيةوالعربية، ضد الفساد والإستبداد، إلا ان مآلات هذا الربيع جاءت مخيبة، كنتيجة لتحالف الامبريالية والأنظمة الرجعية وحركة الأصولية الاسلاموية الرجعية

– انتهاء حراك حركة 20 فبراير، الى التراجع، بفعل التفاف النظام المخزني ومجموع القوى المدمجة داخل منظومة التوافق/ الاجماع الوطني، حول الصحراء والديمقراطية ، وهو ما سمح برئاسة الحزب الأصولي لحكومة ما بعد دستور 2011، في انسجام تام مع نظرية الفوضى الخلاقة الامريكية، الساعية الى التحالف مع الأصوليات الاسلاموية المعتدلة، حركة الإخوان المسلمين نموذجا،

– انشطار قوى اليسارالمغربي، بين من قبل الاندماج داخل المنظومة المخزنية، ومن ظل خارجها ، ليؤدي الثمن في حالة من الهامشية عن دينامية الاحتجاج الجماهيري الممتد بعد 20 فبراير، ، ،

– في ظل الوضع القائم، تبد و الانتخابات القادمة، بدون اهداف جديدة وواضحة، بفعل القبضة المخزنية، وان المطلوب من اليسار، راهنا، هو بلورة أدوات النضال و التغيير في ارتباط مع الجماهير، انطلاقا من قضاياها الحيوية والملحة؛ التعليم، الصحة، السكن، ، ، ،

مداخلات القاعة تراوحت بين تأكيد وتطوير ما جاء في الورقة/ الأرضية، أو إغنائها بطروحات ومقاربات جديدة أهمها ؛

– الإشارة الى تجارب أمريكا اللاتينية في مقاومة الهيمنة الأمريكية، والتي أبدعت صيغا نضالية تجمع بين الديمقراطية والقيم اليسارية التحررية، مستفيدة من تجاربها النضالية التاريخية،  وظهور حركات سياسية جديدة لمقارعة الرأسمالية داخل أوروبا؛ سيريزا باليونان ، وبوديموس بإسبانيا، ، ،

– استعمال مصطلح الربيع العربي للحديث عن إنتفاضة شعوب شمال إفريقيا والشرق الأوسط، فيه تجني على التنوع الثقافي والإثني لشعوب المنطقة، وينتهي إلى إقصاء دور الأمازيغ والأكراد وغيرهم، داخل السيرورات الثورية، ، ، ،

– التركيز على نقد مواقف بعض القوى الديمقراطية المهادنة لإستراتيجية المخزن، من شأنه أن يؤدي إلى إنسلاخها عن المشروع الديمقراطي التحرري، الذي ينبغي ربطه بالمشروع السياسي العام لإستلام السلطة السياسية، والذي يتطلب تأمين جبهة اليسار الديمقراطي الواسعة، ، ، ،

– إن الحديث عن الجبهة اليسارية الواسعة ، هو بالضرورة حديث عن جبهة سياسية لإسقاط المخزن، كنظام سلطوي/ شمولي، يحتكر كافة مجالات الحياة الإقتصادية والسياسية والإيديولوجية وغيرها، من أجل تأسيس الديمقراطية بكافة أبعادها، وهذا ما يتطلب فتح الأوراش الواسعة لتفاعل وتلاقح مختلف التصورات والمقاربات السائدة داخل القوى اليسارية والديمقراطية، بعيدا عن منطق الإستعلاء والطلعاوية والتخوين، ، ، ،

– إن الطريقة التي تشكلت من خلالها فيدرالية اليسار الديمقراطي، وتحديد قضاياها الثلاث المشتركة والإستراتيجية، ثم دعوة الأخرين للإلتحاق ، قصد توسيع الجبهة الديمقراطية، هي طريقة لاديمقراطية، وغريبة عن العمل الجبهوي، ، ،

– ان بناء أدوات التغيير مع الجماهير،  داخل فضاءات الجبهة الإجتماعية، لن يستقيم مدلوله السياسي/النضالي، خارج بناء مدخله السياسي؛ الجبهة السياسية اليسارية الواسعة للتغيير الديمقراطي، ، ، ، ،

– هناك أحداث سياسية مترابطة، حدثت بسرعة، لم نتمكن من إستيعاب دلالاتها السياسية؛ التصريح بوجود مؤامرة دولية ضد النظام المغربي والعربي، وهو ما دفع إلى البحث عن تحالف جديد مع روسيا والصين،  في الوقت الذي تم فيه تسريب وثائق بنام،  حول تهريب الأموال والإستثمار والتملص الضريبي ، في سياق حالات متكررة و دولية ، في ارتباط مع تزايد الإهتمام بتطوير المؤسسة الأمنية كما وكيفا، ، ، ؟

– من نتائج انتفاضات الشعوب المغاربية، من أجل التحرر والديمقراطية، بكافة أبعادها، وخاصة في تونس والمغرب، هي ضرورة انتباه اليسار الى الدور المتعاظم للحضور النسائي، وأهمية إدماجه في برامجه النضالية، ، ، ،

عبد الهادي بلكرداس.































 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق