الثلاثاء، 14 يونيو 2016

الرفاق والرفيقات يودعون مريد جعفر..لك المجد ومنا الوفاء

القصيدة التي لم أستطع قراءتها
************************
مرثية لمن سيعيش فينا طويلا
إليك إلى كل الأحباب الذين فقدناهم
غمغمة
وكأنه عليك أن تموت لتصبح مناضلا جيدا
أيها الرفيق الذي يعبر باتجاه القبر وحيدا
بلا نياشين ولا نشيد...
استهلال في باب الحزن
أيتها الأمازيغية التي تطل، من كل نوافذ العمر، عليَّ
أرضعتني، ذات يتم، مع الحليب حزنا عربيا
تختر الحزن يا أمي
وجفت، من سواقي الدمع، مآقيّا
وها أنا أعبر المحطات وحدي
أعبُّ أقداح الراح والأتراحْ
ولا يَسْكَرُ، فيَّ، الصحوُ
أيها الراحلون كيف يَسْلاكُمْ، بعد كُلِّ الذي كان، القلبُ…..؟
تقاسيم مرة على شبابة الموت
مرَّ خفيف الظلِّ
مسرع النبض باتجاه متواهْ
كأن الأرضَ ما لثمتْ يوما خطاهْ
لكنه مقيم في اليقين…
بكف يزرع بذور المحبة
وبأخرى يداوي آلام الأحباب السرية
مرَّ مسرعا لم يمهله الداءُ
ولا الجراحُ الثاوية في الأنين...
مازال فوق مائدة الذكرى عشاؤُه الأخيرُ
بعضُ من حكايةٍ عذراءَ
وكأسهُ الفائضُ مدادها
وخبز المودة الحزين...
ككل كبار النفوس
عقد موعدا سريا مع الموت…
جَمَّع في حقائب الرحيل عُمْرَهُ
وفي هدوء النسيم اتكأء على رصيف الوداع وارتحلَ
وفي قلبه من ذوي القربى مضاضة
لاتيقظوه من هجعة البنفسج
لا تَفْزَعوا حمامَهُ بالبكاء والنشيج
مد في الطين كل أنساغ المودة ونامْ
إنه يقرؤكم، من خلال هذا المكان ، التحية والسلام
التفتوا في كل ركن قد تشاهدوه
لقد كان هنا، مرارا، وكان
إنه يقرأ الجميعَ السلامْ…
اعتراف على هامش الذكرى:
أنا لن أدعي أننا قشرنا الأحاديث ذات ليل موغل في السهر
وطهونا أصابعنا على نار الترقب حتى أطل القمر
أنا لن أدعي أنه خصني بأسرار العابرين إلى هناك
ولا أنه قال لي، على رصيف الفراق: خُطَايا خُطاك…
أنا لن أدعي أنني قاسمته شيئا من آلام الصليب
حين جرته الأقدار إلى هناك
ولن أدعي أنني اكتشفت نور الأنبياء في عينه
وأنه قبل الآخرين سيغيب…
حدثني الحزنُ العظيم للآخرين
فبالكاد أبصرته ذات اعتقال
وهو يجر، خلفه، أزلام الجلاد...
بالكاد التقت عيوننا في زاوية مرآةٍ
حين ضج بالرواد المكان
ولم تكن اللحظةُ أكبر من رشفة ووداعْ...
بالكاد تصافحنا في منعرج فرح عابر
حين جمعتنا الصدف البعيدة
ومدت فيما بيننا جسرَ حب اسمه العناد
بالكاد اقتسمنا رغيف الهاربين من الوقت
بالكاد رأيته، من أمامي، باتجاه الموت، يعبرُ
بالكاد أوقفنا الأرضَ عن الدوران لنتصافحَ
لم تكن لنا أكثرَ من لحظةِ بحارين، على رصيف الموج، التقيا
اقتسمنا بُنَّ المرفأِ الأخير
والاعتقال الأخير
والاحتجاجات الأخيرة مع الشباب....
بالكاد- خلال هذا العمر الطويل- التقينا
لم يتسع الوقت إلا للشعار والنشيد...
موكب الراحالين المَهيب
إنهم ليسوا وحدهم من يرحل، نحن أيضا بالتقسيط نموت
إننا لاندفنهم وحدهم بقدر ما ندفن معهم جزاء من حلمنا الكبير...
أبحروا الواحد بعد الأخرى
أنا ما أبحرتُ
لكنني لنفسي، من وقتها، لم أعُدْ
سكنتني هواجسٌ
وعَلَقَ بالمعطف أكثرْ من سؤال
وكلما صَبَبْتُ كأسا
سقطت فيها ذبابة الموتْ
وكلما سلكت دربا
انحدر الخطو بي باتجاه القبور
فتعكرت، في عيني، صفحةُ الحالْ….
ولأنه ليس فقيدي الوحيد
في هذه الكمشة من رمال الوقت
حيث اقتطف الموت أكثر من حبيب...
احتقن القلب بالدماء والدموع
وأََنَّتْ بالأوجاع ضلوع الصبر
حين لم يطاوعني العويلُ...
أهي صدفة أنني لم أبحر،ولنفسي للآن ، لم أعد…؟
لماذا كلما اكتشفت شبيها في ارتعاش النبض
أو كنت قريبا من هذا الإكتشاف
لايسعفني الوقتُ لنتبادل الأسرار الفادحةَ؟
أشياء الراحل الجارحة
كيف نستطيعُ، بعد غيابك ، تدبير الأشياء الصغيرة
هذا رداء صوف نسجته الطبيعة عندما كان ابن ساقية وجبل
هذه أثار أظافره عندما كان يرغمُ الضوءَ ليسيل من ثقوب الجدار...
هذه منشفة الحمام على مشجب قد تدلت منتحرةً
لا زالت مبللة من ندى الجبل...
هنا جلس البارحة إلى مائدة الأصدقاء
وأدار معارك اليأس و الأمل...
في هذا المهد قد تمدد و نام
هذا حذاؤه الوفي لمسافات المودة
هذه على شجرة الساحة يداه
تلوح للفصول المقبلة...
هذه عيونه تطل من خلف الشباك
الحمام يبحث عن كتفيه
وعن كف مملوءة بالعطاء...
كان يمر من هنا وكان يجلس هناك
هذه على المخدة وجنتاه
وهذا طيفه يعبر الأزقة والدروب...
هذه فرشاة أسنانه
وهذه أذاة
هذه كأسه لازالت مملوء بالحياهْ...
آه كم تصبح جارحةً أشياءُ الراحل التي عاندت متواهْ...
توفيقي بلعيد
....................
 صور الحفل التأبيني للفقيد المناضل جعفر مريد الذي نظم ليلة أمس الإثنين 13 يونيو بالمركب الثقافي تريا السقاط من طرف عائلة وأصدقاء ورفاق المناضل جعفر مريد والذي حضره زعماء أحزاب اليسار الديمقراطي وقعاليات سياسية وحقوقية وجمعوية وأصدقاء وعائلة الفقيد مريد .





































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق