الاثنين، 2 نوفمبر 2015

كلمات...كلمات من اعماق النفس

وهو يتميز غيظا وينكش الارض بيده غاضبا
ويعيد النكش والرفس
تامله الجد طويلا قبل ان يساله عما به في غضب
حكى لجده عن المجموعة التي يلقاها في المقهى وهم يتطاولون على الجميع.
انصت اليه الجد مليا ثم اخذ بيده لغرفة في اقصى الدار ادخله وحيدا ثم اغلق عليه الباب.
لم يفهم الحفيد ما قصد الجد.
جلس فوق كرسي منتظرا ان يفتح الجد لم يطرق الباب فهو على معرفة مسبقة ان الجد لن يفتح الا من تلقاء نفسه.
بعد مدة فتح الجد خرج الحفيدوساله الجد
-ماذا كان رايهم من ذلك
فغر الحفيد فاه وقال
-من هم
-من كنت تناقشهم بالغرفة حول رفاقك بالمقهى
الحفيد مندهشا
-لم يك
ن من احد
اتكا الجد على عصاه وارتدى المعطف وخرج.
.....................................
 صرخت غاضبا من الغضب
انفجر التاريخ في وجهي ساخرا
-من انت
......................
 رمى حذاءه جانبا
والمعطف حاول تعليقه في المشجب دون كلل الا انه كان كل مرة يسقط
تركه يسقط بهزة كتف غير مرئية
ارتمى في كرسي جلدي وثير
طلب ماء
شرب وغفت عيناه قليلا
تذكر بابتسامة يومه الطويل وسط مجموعة من الجماهير الشعبية كما يحلو له وللكثير من رفاقه ان يقول.
ولم تلبث هذه الابتسامة ان تحولت الى اكفهرار
حدثهم عن الثورة وعن الثوار وعن منبع الافكار
لكنهم كانوا يتحدثون عن اشياء بسيطة ومشاكل بالنسبة اليه كانت تبدو تافهة
في غفوته صاح وغضب وضرب الارض بحذاءه
-لا استطيع الاستمرار مع هؤلاء الناس
يجب ان نثور ونقيم دولة العدالة والكرامة
لايدري هل كان يحلم ام ان الصوت كان يخاطبه وجها لوجه
-هل اكتفيت سيدي من شرب الماء
فتح عينيه ببطء كان الكاس مايزال يرتعش بين يديه
وكانت الخادمة ما تزال واقفة في انتظار استرداده
ابتسمت هل قرات افكاره ام انه كان يتكلم بصوت عال
-مبروك اصبح لك ابن اخت واصبحت خالاوهو في انتظارك ليخبرك شيئا مهما
حملق فيها مستغربا وكان لسان حاله يقول
- وكيف اكلم من كان في المهدي صبيا
اخذت منه الكاس وكان لسان حالها يقول
-ذلك تاويل ما لم تستطع مع الجماهير الشعبية عليه صبرا
...............................................
 لاتكن من اصحاب الفيل...........ياولدي
في نبرة غاضبة كان الحفيد يسب بغضب من كان بالامس يدعوها بالجماهير الشعبية ويتهمها بالبلادة والخنوع والارتكان للمذلة والذل وانه كان مخدوعا بثورة كاذبة كانت تلوح في الافق.
نظر اليه الجد طويلا وقال له وهو ينكش الارض بعصاه
-لعلك ياولدي على علم باصحاب الفيل
تبادر الى ذهنه اصحاب الفيل المشهورة قصتهم ولكن الجد قال
-لو ان تعبئة ذلك الثائر للناس قبل ان يذهبوا للحاكم لايقاف فيله عند حده كانت بالمستوى المطلوب لما وقف لوحده امام الحاكم مطالبا بتزويج الفيل.
فلاتكن من اصحاب الفيل ياولدي.

.....................................

 ببؤس كان ينكث الارض
ينفث عبر اصبعه غضبا لامتناهيا تصدعت له اركانها واغبر الجو
عبر تاريخه البائس كانت امه الاولى
جارية في قصر الرشيد ترقص عارية تماما وفي يدها كاس خمر تصبه في فم الخليفة العطشان.
نظرت اليه من خمار التاريخ البعيد .
راها مدماة في حرب ال سعود على اليمن السعيد.
لم تكن عارية
لم تعد جارية
ولاساقية
ولكن حكامنا رجموها بالصواريخ والقنابل .
وصدقنا انها زانية.
عذرا امي ان قلت حيلتي فنحن مازلنا نبحث عمن نبايع
عليا ام معاوية.
...............................
 تقلب في نومه على جنبه الايمن ثم الايسر ثم حاول النوم مستلقيا على ظهره
 كان يضرب كفا على كف ويسب زمنا ووطنا جعله رهين محبس شعب لايستجيب لتضحيات المناضلين وصرخات الشهداء
 غفت عينه وان بقي عقله مستيقظا
 راى فيما يرى النائم صاحب سيارة متوقفة وسط الطريق وهو يحاول دفعها بكل قوة
 كان امامه منعرج بسيط ولكنه صعب وبعده انحدار طويل يمكنه من تحريك سيارته بكل سهولة .
 كان العرق يتصبب من جبينه.
ومع ذلك كان يصر على الاستمرار في الدفع الى الامام.
راى نفسه يساعده.
 هبطت السيارة للمنحدر ركب مع السائق.
وجهه لم يكن غريبا عليه.
 لم تختلف قسماته عما راه من صوره.
 في ابتسامة وادعة قال عبد اللطيف زروال -لو بقينا في المنحدر لحبسنا الاخرين من تخطينا ومن المرور بعدنا
 فتح عينيه على ابتسامة زروال وتنفس بعمق واستغرق في نوم عميق هادئ وعلى شفتيه ابتسامة امل ...
........................................
 غفت عيناه مستسلما لمداعبة نوم خفيف بعد يوم قائض في بادية ارضها عارية خالية الا من اشواك نبتت في غفلة من الزمن وتناساها المسؤولون.
 -خانني من حسبتهم صحبا ورفاقا يا اماه.
 كانت امه ذات النطاقين وكان الحصار قد اشتد عليه من كل الجوانب
هش ذبابة بكسل واذناه تلتقطان احرفا تائهة من شفاه امه
 -وهل تظن ان عدوك الطبقي ستكون حربه حربا ناعمة كلا ياولدي انتقد ونظم وعش وسط الناس وتحمل ما يتحملونه من مشاق وازمات ولاتتنازل في المسائل النظرية.
 راى عبدالله بن الزبير وهو يرمي الدرع ويمتشق السيف محاولا ان لاتحس الام الضريرة بعبارات الغلب تتساقط من عينيه.
عانقها بحرارة وحمل السيف.
 استفاق من غفوته .
 حمل قلما سقط من بين اصابعه حين غفا.
 كتب المقالة الخاصة بالعلاقة بين التناقضات.
وابتسم حين كان المداد ينسكب على الورق.
 بينما كانت الام تبكي انسكاب الدم على الارض.
...........................
قلت للشهيد الشاهد
-انهم جعلوك قنطرة عبور
ابتسم ابتسامة المنتصر
-قنطرتي كالصراط لايعبرها الامن صدق النضال هدفه
................................

 دخل الشاب حاملا راية غيفارا في يد وفي اليد الاخرى علم الثورة كان يرتدي قميصا زين بصور الشهداء
وضع مافي يديه باحترام على طاولة وجلس قرب الجد الممدد ايضا على احدى الارائك. خاطب جده في انفعال - سنبداء الثورة جدي نظر اليه الجد من وراء تاريخ ملئ بالدم والدموع وصراخ اليتامى والارامل والثكالى. استمر الشاب في كلامه بحماس -لقد اتفقنا جدي على كل شئ استقام الجد بعض الشئ على الكرسي وقال وكانه لم يستمع الى ما قاله الحفيد -كيف ستلعبون مع ذلك المنتخب الاوربي وانتم لاتتوفرون على فريق حتى فغر الشاب فاه مستغربا كلام جده البعيد كل البعد عما قاله وقال -لقد كونا مجموعة من الرفاق المؤمنين بالقضية والذين سيضحون بالغالي والنفيس من اجل القضية ابتسم الجد وقال -كان في قريتنا رجل طيب ساءه عطالة شبابها وضياع مستقبلهم جاءته فكرة ان يبني مصنعا ويشغل فيه كل العاطلين بنى المصنع استورد الالات اشتغل كل عاطل لم يكن الشباب يعرفون ماهية العمل الذي سيقومون به كانوا يدخلون صباحا ويغادرون مساء لااحد كان يرشدهم الى ما سيفعلون كانت الفوضى هي السائدة . غادر الجميع المعمل حيث لاانتاج ولااجر ولا مسؤول لم يربح الرجل الطيب ولم يعمل الشباب وبقي المعمل مجرد ذكرى طيبة في القرية. لم يفهم الشاب مقصد جده ولكنه لم يعاود السؤال خوفا من حكايات جده الغامضة التي لاتنتهي وذهب ليستريح من عناء يوم مشمش.
...........................................
 بين الحلم واليقظة ترائ لي جدي الاول كان عبدا اسودا في عنقه سلسلة في رجليه سلاسل في يديه اغلال بين يديه اطفال الكل كان مقيدا وكانه رهن اعتقال في يديه كان نخاس يحمل سوطا وكانه يسوق مجموعة بغال من بعيد راني جدي افتح فمي فاغرا وان هز راسي هو الاخر حين راني احمل الهاتف النقال محاولا جهدي الاتصال برجال الامن والشرطةواصحاب الحال ابتسم جدي وقال لاتحزن فماتراه ليس حلما وليس كل اليقظة على اية حال فقد قطعنا اشواطا من العذاب والنكال من اجل ان تكتحل عيوننا بفرحكم كالاطفال لاتحزن ياولدي مما تعيشونه واكملوا تكسير الاغلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق