الخميس، 4 فبراير 2016

من وحي الأحداث, عمود جريدة النهج الديمقراطي عدد 209, بقلم الرفيق التيتي الحبيب:

‏‏‎
من وحي الأحداث, عمود جريدة النهج الديمقراطي عدد 209, بقلم الرفيق التيتي الحبيب:
.........................
مند ثلاثة اشهر والأساتذة المتدربون يخوضون معركة الكرامة من اجل اسقاط المرسومين الذين اصدرهما وزير التربية الوطنية والذين من خلالهما تنكرت الحكومة لالتزامها بتوظيف الاساتذة المتدربين وكذلك بالتراجع عن قيمة المنحة المصروفة لهم.
لم يقم الاساتذة المتدربون إلا بالدفاع عن حقوقهم المشروعة والتي اعتدت عليها الحكومة. وكانت كل نضالاتهم منظمة وموحدة ومنضبطة للقرارات التي يتخذها الاساتذة المتدربون بشكل جماعي.إنها نضالات يحكمها وعي متميز بحقيقة خصمهم، ومن يجب أن تتوجه ضده كل الاحتجاجات.هذا الوعي الآخذ في التطور. يدرك الكثير من هؤلاء الشباب ان معركتهم في العمق والجوهر هي معركة يقف وراءها نظام معادي لمصالح أوسع جماهير الشعب، لا يهتم إلا بمصالح الاقلية السائدة والمتحكمة في الثروات وفي السلطة. ويلمس الشباب هذه الحقيقة عندما يرى كيف يصعد النظام عبر مختلف أجهزته القمعية والايديولوجية والإعلامية لكسر إرادتهم. لقد اطلق العنان لماكينة القمع والتنكيل فروعت الاستاذات والأساتذة المتربين وألحقت بهم الاذى والجروح والعاهات.لقد سالت الدماء الزكية في شوارع انزكان وبني ملال وطنجة والبيضاء وغيرها من المدن الكبيرة والصغيرة. تناقل الاعلام الموازي ابشع صور القمع والتنكيل الذي اصاب الشباب.
عبر معركة الشباب هذه يكون المغرب قد دخل من الابواب الواسعة الى مرحلة جديدة من التغيير الجدري، شباب يناضل وتصهر إرادته، يتلقن درسا قويا بان المطالب تنتزع، وبان المخزن جبان يوجد على طرف نقيض من معادلة التغيير ومعركة الديمقراطية، وهولن يكون أبدا من بين عناصر تحقيقها.معركة الشوارع هذه من اهم الخطوات في مسيرة الالف ميل نحو الحرية والديمقراطية الشعبية. والتي فيها الشعب يقرر مصيره يعطي السلطة وينزعها ويقذف بالمهرجين والسفلة الى مزبلة التاريخ.
بمعركتهم هذه يبرهن الاساتذة المتدربون انهم تسلموا المشعل من الطلبة الاطباء وهم يرعون بدمائهم شعلته لتبقى متقدة، وهم يدودون عنه لكي يسلموه بدورهم الى غيرهم من الشباب والفئات الكادحة من شعبنا.
هل نقول شكرا لبنكيران على غبائه؟ لأنه سمح بالمزيد من اتضاح الصورة وهي لم تعد مضببة كما كانت عليه قبل ثلاثة سنوات. لكن إذا كان بنكيران غبيا إلى درجة لا تصدق، فهل النظام أغبى منه؟ أبدا انه يحرق ورقة بنكيران وعبرها ينتزع ما يمكن انتزاعه من تراجعات. ساعتها سيتخلى عن خدمات البيجيدي ويلقى بعصى أخرى، هو الآن مشغول بتجهيزها، لتمشي حية بيننا عساها تمكنه من ربح بعضا من الوقت.
هذه النضالية العالية لشبابنا لا بد وان تواكبها وتدعمها مواقف مبدئية وثابتة من طرف القوى الديمقراطية سياسية أو نقابية أو جمعوية. ان الوضعية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية اصبحت تلتزم بروز قوى منشدة الى اسباب التغيير الجدري وليس الى البحث المحموم على لعب ادوار الكومبارس او توفير العصا التي سيتكأ عليها النظام المتعفن، إنهما طريقان لا ثالث لهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق