الأحد، 7 أغسطس 2016

هشام منصوري يدعوللمشاركة بقوة في إنجاح الإنتخابات المقبلة .. عبر مقاطعتها.

 لهذه الأسباب أكره الانتخابات في بلادي – هشام منصوري
هشام المنصوري

لهذه الأسباب أكره الانتخابات في بلادي – هشام منصوري


لأن الزيارات الملكية في وطني تؤخرني عن عملي وتحرِم حتى القطط الضّالة من عبور الطريق ولقاء بعضها.
لأن الحكومات في وطني حكومات حيوانات منوية نسجتها الأسِرَّة والعلاقات الدموية.
لأن المخزني المسكين في وطني لا يزال يفتح باب سيارة السيد القائد في بروتوكول غبي بائد.
لأن الدولة التي لا تستطيع طرد فقر الدم من راياتها المرفرفة فوق البنايات لن تستطيع طرده من دمائنا.
لأنه ـ في وطني ـ لا يمكن أن ينتهي المسلسل المكسيكي ولا أن يبدأ المسلسل الديمقراطي.
لأن جميع شركات الفوطات الصحية أفلست بعدما بلغت كل الأحزاب سن اليأس.
لأن مراكز الإقتراع لا تشبه محلات “اتصالات المغرب”.
لأني أفضل أن أشاهد على جدران وطني جملة “ممنوع البول” و”ممنوع التجمعات”، على رسوم التقسيمات الإنتخابية ورموز أحزاب حقيرة.
لأن رائحة الإدارات ومراكز الانتخاب تصيبني بالخوف والدوار وتذكرني بالموت والاحتضار والشيخ والقائد والانتظار وخفقان القلب والاحتضار وجفاف الحلق وفراغ الجيب وضيق الأفق.
لأن المادة السادسة من الفصل الثاني للميثاق الجماعي “الجديد” تقول: ” …ويتولى العضو الأصغر سنا من بين أعضاء المجلس الحاضرين، ممن يُحسنون القراءة والكتابة، مهمة كتابة محضر الجلسة”.
لأن الشعب ليس بليداً عندما يرى كيف يصنع تجار الانتخابات “اللامركزية” لأول مرة حينما يكترون “الكراجات” بالجملة وسط “اأحياء كما يفعل تجار الخرفان أيام العيد.
لأن الحصول على شهادة سكنى في وطني يتطلب عقد ازدياد والحصول على عقد ازدياد يتطلب شهادة سكنى.
لأن التصويت في وطني هو اختيار من تشاء اليوم ليفعل ما يشاء في الغد.
لأن مستشفيات وطني لا تريد إهداء ولا بيع الدواء وتُجبر المرضى في كل مرة على البحث عن الكلمة اسحرية المفقودة “صيدلية الحراسة”.
لأنه، وبعد كل المساحيق التي وُضِعت على وجه مدونة المرأة، لا تزال مساحيق الغسيل في وطني تحمل عبارة “افتحي من هنا”.
لأن جدي الذي شارك في المسيرة الخضراء وقاوم المستعمِر مع إحدى خلايا الزرقطوني يتمدد اليوم كأسد جريح، وبدون أدنى وثيقة اعتراف، في مكان ما بصحاري ورزازات.
لأني أشعر بالغربة في وطني ولا مكان آخر يناديني ويغريني.. ولأن الكرامة في وطني باتت أرخص من مياه المجارير.
..لكل هذه الأسباب مجتمعة أدعو المغاربة إلى تأدية الواجب الوطني والمشاركة بقوة في إنجاح الإنتخابات المقبلة .. عبر مقاطعتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق