الأربعاء، 10 أغسطس 2016

خديجة السويدي.. عنوان بؤس هذا الوطن

https://www.facebook.com/kolnakhadija/
صفحة في الفايسبوك عن خديجة السويدي

عن شعلة :حمدي
دخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع إبن جرير على الخط ،ونصبت نفسها طرفا مدنيا في قضية المسماة قيد حياتها “خديجة س” التي انتحرت حرقا احتجاجا على عدم معاقبة الجناة الذين عبثوا بشرفها بطريقة وحشية يندى لها الجبين ،و هم الذين ظلوا أحرارا بعدما انسلوا من القضية بطرق مشبوهة طالبت على إثرها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفتح تحقيق نزيه و معاقبة الجناة و المتواطئين معهم ،وذلك في البيان الذي أصدرته يومه السبت 06 غشت 2016 و الذي تتوفر الجريدة على نسخة منه ،هذا نصه :
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
فرع ابن جرير
السبت 6 غشت 2016
بـــــــــيــــــــان

تتابع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع ابن جرير بقلق شديد مجريات قضية انتحار الفتاة القاصر المسماة قيد حياتها خديجة س عن طريق إضرام النار في جسدها ، بعد تعرضها لأزمة نفسية جراء ما تعرضت له من ابتزاز وتهديد من طرف مغتصبيها حسب ما صرحت به لنا والدتها، والتي أضافت أن حيثيات الملف تعود إلى سنة 2014 حيث تعرضت فلذة كبدها للاحتجاز ،والاغتصاب الجماعي من طرف وحوش ادمية لم تنل الجزاء القانوني المترتب عن جريمتهم، مما أدخل الضحية في دوامة من الاكتئاب والاضطرابات النفسية التي دفعتها لمحاولة الانتحار في مرات عديدة ، بسبب شعورها بالحكرة والظلم وعدم الإنصاف .
وبناء على المعطيات المتوفرة للجمعية ، نعلن للرأي العام ما يلي :
_ إدانتنا المطلقة لهذا الفعل الإجرامي الشنيع الذي خلف مأساة اجتماعية في وسطها العائلي .
_ تضامننا الكلي مع عائلة الضحية فيما تعرضت له.
_ تنصب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع ابن جرير نفسها طرفا مدنيا في هذه القضية ، كشكل من أشكال الدعم، من أجل الكشف عن كل الملابسات المحيطة بها .
_ مطالبة الجهات المسؤولة بفتح تحقيق معمق ومسؤول ،لتتبع خيوط هذه الجريمة ، ومعاقبة كل المتورطين فيها دون استثناء .
_ استعداد الجمعية لخوض كافة الأشكال النضالية الأخرى المتاحة من أجل إحقاق الحق .
_ دعوتنا كل الضمائر الحية ، كل من موقعه من أجل مؤازرة عائلة الضحية التي تعيش وضعا صعبا ومتأزما .
عن المكتب
كلنا خديجة السويدي‏.

كلنا خديجة السويدي‏.

خديجة السويدي.. عنوان بؤس هذا الوطن

محمد المساوي
قبل ثلاثة أسابيع أقدمتا أختان على الانتحار بمدينة امزورن اقليم الحسيمة، في حيثيات الفاجعة، قيل إن الراحلتين ضاقتا ذرعا بتسلط والد جلف قاس وزوجة الاب، لم تتحمل الأختان العيش في مثل هذه الظروف القاسية والظالمة فقررتا توديع الحياة بشنق نفسيهما على جذع شجرة في نهار يوم صائف..
كان الحبل وكانت جذوع الشجرة بالنسبة إليهما أرحم من قسوة الحياة…
هكذا قررت الصغيرتان اللتان لا يتعدى سنهما 20 سنة وضع حد لمعاناتهما بعدما لم يأبه لهما المجتمع ولا الدولة ولا يد حنونة امتدت اليهما، كان الحبل هو طوق النجاة من حياة صارت كالجحيم، بالنسبة إلى فتاتين تعيشان شظف العيش في احدى قرى الوطن المهمشة، بالاضافة الى انهما فتاتان في مجتمع ذكوري قاسِ، ينسب كل افعال البطولة إلى الرجل، وكل الفواحش والشر إلى المرأة…
بعد أن وقع الذي وقع، استدعت السلطات المختصة أب الطفلتين وتم التحقيق معه، لكن ماذا سيُفيد التحقيق مع الاب؟ وماذا سيفيد سجنه ولا حتى اعدامه؟ بعد أن فقدنا فتاتين في عمر الزهور، كان ذنبهما الوحيد أنهما ولدتا في مجتمع لا يرحم، وتحت سلطة دولة لا تتدخل إلا عندما تسيل الدماء…
قبل أسبوع، وفي ضواحي منطقة الرحامنة على تخوم مدينة بنجرير أقدمت خديجة السويدي على الانتحار باحراق ذاتها، خديجة؛ الفتاة القاصرـ تعرضت لاغتصاب جماعي من طرف ثمانية ذئاب بشرية، تناوبوا على اغتصابها وتعذيبها لمدة 48 ساعة وقاموا بتوثيق عمليات الاغتصاب بهواتفهم الخاصة، كانوا مزهويين بهذه الحفلة السادية على جسد فتاة عزلاء، ذنبها الوحيد أنها وُلدت أنثى في مجتمع ذكوري لا يرحم..
بعد ذلك تم اعتقال المعتدين الثمانية، لكن لم يلبثوا قليلا تحت الحراسة النظرية حتى اطلق سراحهم، تقول والدة خديجة “أنهم استفادوا من تدخلات واكتفوا بإمضاء الفترة الزمنية القصيرة التي قضوها في السجن على ذمة التحقيق”
بعد ذلك تم اخلاء سبيلهم وعاد البعض من هذه الذئاب الى ابتزاز خديجة، خيّروها بين الرضوخ لنزواتهم او التشهير بها من خلال نشر فيديوهات اغتصابها…
خديجة طرقت كل الابواب لكن لا من مجيب،  تقول والدتها في تصريح لموقع “اليوم 24″بأن ابنتها  كانت عاجزة عن تأمين الأتعاب المادية لمحام كي يؤازرها في قضيتها، و”ظلت تصر أمام الدرك الملكي وقاضي التحقيق بأن واقعة الاعتداء الجنسي الجماعي عليها كانت مقرونة بظرف تشديد يتعلق بتصويرها في أوضاع خليعة وهي تتعرض للاغتصاب الجماعي، مطالبة بإجراء معاينة لهواتف بعض المتهمين وتفريغ هذه الفيديوهات وتحمليها في قرص مدمج وتقديمها للنيّابة العامة كأدلة تدين مغتصبيها، غير أنها استطردت بأن مطالب الضحية لم تتم الاستجابة لها، وسرعان ما تحولت الفيديوهات التي كان مفترضا أن تكون قرائن في مواجهة المتهمين إلى وسائل للابتزاز والانتقام ضد الضحية نفسها.”
نتيجة هذه الحكرة المزدوجة؛ حكرة الاغتصاب الجماعي، وحكرة لامبالاة السلطات المختصة وعدم قدرة الراحلة على الولوج الى العدالة بسبب عجزها عن تأدية متاعب المحامي الذي سيترافع عن قضيتها، قبل ثلاثة أسابيع حاولت خديجة الانتحار أمام عجلات القطار، قبل أن يتدخل حراس السكة لانقاذها من انتحار محقق، فشلت خديجة في وضع حد لحياتها تحت عجلات القطار، لكن بعد ثلاثة اسابيع من هذه المحاولة، أعادت الكرّة مرة ثانية، هذه المرة اشترت قنينة مادة مشتعلة، وقصدت احدى ساحات المدينة، افرغت محتوى القنينة على نفسها وأشعلت النار بواسطة ولاعة كانت معها، ووضعت حدا لمرارة الحكرة التي عاشتها..
بعد أن اشتعلت النيران في جسدها البض، وصلت عناصر الامن الى مكان الحادث، وتم نقلها في سيارة الاسعاف الى المستشفى، بينما هي كانت تردّد: “لم تأخذوا لي حقي من المعتدين عليّ..لم تنصفوني فأخذته بنفسي ومن نفسي…”، بعد 36 ساعة من المكوث في المستشفى، غادرت خديجة الحياة في قلبها غصّة حكرة مزدوجة، لم تجد سندا ولا عونا ولا يدا حنونة تكفكف آلامها وجراحاتها…
المجرمون في هذه المأساة، ليسوا هم الذئاب الثمانية الذين اغتصبوها فقط، بل أيضا كل الذين لم يأخذوا بيد خديجة، كل الذين طرقت أبوابهم ولم ينصتوا إليها. كيف يُعقل: فتاة تقدم على الانتحار في مكان عام (السكة الحديدية) ولم ينقذها من الموت إلا حراس السكة، كيف يُعقل أن لا تُخضع هذه الفتاة لمتابعة طبية وامنية حفاظا على سلامتها…ولماذا لم يأخذ رجال الدرك وقاضي التحقيق بتوسلاتها حول التحقيق في توثيق الجريمة بهواتف الجناة؟
إن مأساة كل من فتاتي امزورن وخديجة ترجع في جزء كبير منها الى صعوبة الولوج إلى القضاء، كان بامكان الاختين أن تلجآ إلى القضاء للتخلّص من قسوة الأب، كما كان من المفترض أن ينصف القضاء خديجة، حتى وإن كانت لا تملك ما تدفعه كأتعاب للمحامي. في اسبانيا، مثلا، ثمة محامي يسمى “محامي الشعب” تقوم الدولة بأداء التعويض عن اتعابه مقابل تقديم خدماته للفئات المعوزة غير القادرة على تأمين اتعاب المحامي.
خديجة والاختان ضحايا دولة تنتصر للقوي ولا تأبه بالضعيف، ضحايا مجتمع ذكوري غارق في الجهل، ضحايا نظام حكم عليهن بالبؤس والعذاب…
ثمة شيء فاسد في هذا الوطن، علينا أن نقولها بصراحة، نحن في حاجة إلى ثورة مزدوجة، ثورة تكنس هذا النظام المسؤول عن البؤس والفقر واللامساواة وغياب العدالة الاجتماعية، وثورة تخلخل بنية المجتمع الغارق في الجهل والرازح تحت سطوة الذكورية البليدة.
...................
 

والدة خديجة السويدي:هكذا عانت ابنتي من اغتصاب جماعي تسبّب في انتحارها

الطريق إلى الحريةالأحد, 07 اغسطس/آب 2016; ).

الشرطة المغربية
إسماعيل عزام، الرباط (CNN)—  أكدت والدة خديجة السويدي، القاصر التي انتحرت حرقًا في المغرب بسبب تداعيات اغتصابها من مجموعة أشخاص وابتزازها بشريط فيديو يوّثق للاغتصاب، أن الأزمة النفسية التي عانت منها ابنتها كانت سببًا مباشرًا في انتحارها، لافتة إلى أن الراحلة أنجبت مرتين في حياتها، وأنها انقطعت مبكرًا عن الدراسة، مناشدة من المغاربة "الوقوف إلى جانبها في القضية حتى ترتاح ابنتها في قبرها".
 
ولا تزال قضية خديجة السويدي، مستمرة في المغرب، لا سيما بعد إعلان الأمن المغربي القبض على ستة أشخاص بتهمة الابتزاز، وتداول نشطاء عريضة احتجاجية موجهة إلى وزير العدل والحريات للمطالبة بالعدالة للراحلة خديجة التي توفيت قبل أسبوع تقريبًا في مدينة بن جرير، وسط المغرب، فيما دخلت عدة جمعيات حقوقية على الخط.
 
وعادت الأم فاطنة، وهي أرملة، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية، إلى واقعة حرق ابنتها لنفسها، متحدثة عن أن الأمن اتصل بها وأخبرها أن ابنتها حاولت قتل نفسها بإضرامها النار في جسدها يوم الجمعة 29 يوليو/تموز، وفي اليوم الموالي زارت الأم ابنتها في مستشفى ابن طفيل بمراكش، حيث كانت لا تزال حية، قبل أن تسلم الروح يوم الأحد.
 
وقال فاطنة إن ابنتها خديجة، البالغة من العمر قبل وفاتها 17 عامًا، أنجبت طفلين في حياتها، طفلة تبلغ حاليا من العمر عامًا ونصف تتبناها أسرة في الدار البيضاء، وطفلًا توّفي قبل مدة وعمره أربعة أشهر فقط بسبب إرضاعه حليب البقر، لافتة إلى أنها لا تعرف أبوي الطفلين، وإلى أن خديجة سبق لها أن عانت سابقًا من واقعة اغتصاب أخرى بطلها أحد الأشخاص.
 
وبخصوص قصة الاغتصاب، أشارت فاطنة إلى أن الدرك الملكي اتصل بها أواخر عام 2015 من أجل توقيع محضر حول اغتصاب ابنتها، وبعدها قام الدرك باعتقال المتهمين الثمانية بالاغتصاب، وجرت محاكمتهم، وقضوا في السجن سبعة أشهر ولم يطلق سراحهم بعد انقضاء أيام قليلة كما جاء في بعض التقارير الإخبارية.
 
وتابعت فاطنة أن سبعة أشهر لا تساوي أبدًا حجم معاناة ابنتها، وأن المتهمين الثمانية كان لديهم محامون يؤازرونهم، بينما لم تملك ابنتها ما يمكن أن تؤدي به أتعاب محامي حتى يرافع عنها، مؤكدة أن الأمن الوطني اعتقل هذا الأسبوع ستة أشخاص من هؤلاء الثمانية مرة أخرى، بسبب تهمة ابتزاز ابنتها بفيديوهات تصوّر عملية الاغتصاب.
 
وقالت فاطنة: "بعد الحادث، كلما وقفت خديجة كانت تنزف دمًا، وكان الجرح في رأسها غائرًا..  وكانت تتذكر حادث الاغتصاب في كل لحظة.. لقد عذبوها بشدة طوال يومين من الاغتصاب كما لو كانت حيوانًا"، مضيفة: "طلبت منا بعض أسر المتهمين أن نوقع على التزام ونتنازل عن القضية لكننا رفضننا ذلك.. قبل أن أفاجأ بوفاة ابنتي".
 
وأكدت فاطنة أن ابنتها خديجة، انقطعت مبكرًا عن الدراسة (من الصف الخامس ابتدائي)، وغادرت البيت في قرية "سكورة الحدرة" وعمرها ما بين 14 و15 عامًا حتى "تعمل وتعيش حياتها حرة بسبب الفقر"، وقد انتقلت للعيش في مدينة بن جرير، حيث كانت تكتري غرفة. ثم تضيف الأم بصوت باكي: " أريد حق ابنتي حتى ترتاح في قبرها وأرتاح فيما تبقى من حياتي.. لن أسامح من تسبّب لها في هذا الانتحار".
 
وتوّفي والد خديجة عام 2006، وترك خمس بنات. وأكدت الأم أن ابنتين متزوجتين بينما تعيش معها ابنتان حاليًا، متحدثة عن أنها تبيع الملابس ومواد التنظيف في السوق لأجل إعالتهما، وعن أن الدعم الذي خصصته الدولة للأرامل ساعدها في الآونة الأخيرة لتجاوز محنها المادية، مؤكدة أن جمعية حقوقية وكلت لها محاميًا لمؤازرتها في قضية ابنتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق