الأربعاء، 10 أغسطس 2016

حكم قضائي نتيجة ابداع روائي


منظمة "حاتم"
بيان لمنظمة حريات الإعلام و التعبير-حاتم
محاكمة الإبداع قضائيا إنكار للحريات و انتهاك لها

تلقت منظمة حريات الإعلام والتعبير- حاتم باستغراب الحكم الصادر يوم الثلاثاء 2 غشت 2016، في حق الروائي عزيز بنحدوش عن المحكمة الابتدائية بمدينة ورززات والقاضي بالحبس شهرين موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدرها ألف درهم وتعويض مدني قدره 20 ألف درهم لفائدة المشتكيين.وكان شخصان من قرية تازناخت قد تابعا المؤلف قضائيا بتهمة السب والقذف، بسبب نشره لرواية عنوانها "جزيرة الذكور" وصفت ظاهرة "الأبناء الأشباح" خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وذلك رغم توضيح مؤلف الرواية أنه تطرق لتلك الظاهرة بشكل عام ولم يحدد أشخاصا بعينهم .
ويأتي هذا الحكم عقب الاعتداء الذي استهدف الكاتب عزيز بنحدوش يوم 22 مارس 2015، إذ تعرض للضرب ومحاولة القتل وتم تحطيم وتكسير سيارته ....وإثر إبلاغه الأمن تم القبض على أحد المعتدين،الذي تمت محاكمته بالحبس شهرا نافذا سجنا، وهو احد أفراد عائلة تعنيها الظاهرة. وقد جرَّ التحقيق أفرادا من العائلة للاستنطاق . ولازال البحث جاريا في موضوع الأطفال الأشباح، في وارززات لدى قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية.وانتقاما من ذلك و من دخول أحد المعتدين للسجن قام أفراد من عائلته بتقديم شكاية ضد الكاتب لوكيل الملك الذي قرَّرَ حفظها تطبيقا للفصل 40 من قانون المسطرة الجنائية،في إطار" سلطة الملاءمة وأن على المتضرر اللجوء للقضاء عن طريق الشكاية المباشرة" .
وجاء في الشكاية المباشرة أنه تم وصف المشتكين بمجموعة من الأوصاف، معتبرين الرواية مكتوبة ضدهم، في حين يذكر المؤلف أن الأشخاص والأماكن والأزمنة التي جاءت في الرواية لا تمت لهم بصلة.واستمر نظر المحكمة في ملف القضية من 23 مارس 2015 إلى حدود 2 غشت 2016 تاريخ النطق بالحكم فيها؛ وخلال هذه المدة دخلت القضية للمداولة أكثر من 5 مرات.
ويؤكد المؤلف بنحدوش أنه لم يقصد أحدا في الرواية،كما يذكرأنه تعرض " لاعتداء خطير يتمثل في الضرب والمس بسلامتي الجسدية من قبل بعض من أهالي قرية تازناخت "التي كان يعمل فيها مدرساً لمادة الفلسفة ، وقد أسال الاعتداء الجسدي على الاستاذ دماءه مما استدعى نقله بسرعة لمستشفى ورزازات بسبب جرح بليغ بالرأس و أثار الضرب على باقي جسده....

وتتناول رواية "جزيرة الذكور " التي كتبت سنة 2004 و لم يتمكن الكاتب من طبعها لأسباب مادية إلا سنة 2014 ،تتناول أوضاعا كانت تعيشها بعض المناطق بالمغرب والناجمة عن ظاهرة الأطفال الأشباح ، وتعني أطفال توفوا ولم تعلن أسرهم عن ذلك للسلطات في البلاد الأوروبية لتتم الاستفادة من مبالغ التعويضات الشهرية المخصصة للاطفال الراحلين او إضافة أبناء أحد الإخوة أو أفراد من الأسرة للحالة المدنية لنفس السبب . وهو ما نتجت عنه وإلى الآن مشاكل ونزاعات قانونية في الإرث مثلا .كما تنتقد الرواية هيمنة العقلية الذكورية في المجتمعات القروية المنغلقة،وبعض من سلبيات هذه المجتمعات.
وقد شجب العديد من الأدباء هذا الحكم ووصفوه ب "ضربة للرواية المغربية التي لا يمكنها إلا أن تكون ابنة بيئتها، وتعكس مجتمعها بكل تجلياته." و أنه عملية " جديدة لكبح الإبداع المغربي وتحجيمه بإدانته أمام مجتمع لا يقرأ؟ "
وتندرج رواية "جزيرة الذكور " ضمن الرصيد الأدبي والجهود الثقافية و الاجتماعية لعزيز بنحدوش كأستاذ و قصاص،و الذي يذكر له شباب المنطقة أيضا مساهماته الفعالة في تأطير الجامعة الشعبية لتوعية بنات وأبناء المنطقة والجنوب عامة .
وإذ تعتبر منظمة حريات الإعلام والتعبير – حاتم الحكم الصادر في حق الروائي و المبدع عزيز بنحدوش حكما تعسفيا يصادر الحق في التفكير و التعبير والإبداع ،فإنها تؤكد ما يلي :
- تضامنها الكامل مع الروائي عزيز بنحدوش ودفاعها عن حقه في التعبير والرأي و في السلامة الجسدية …
- اعتبارها محاكمة أعمال أدبية قضائيا إنكار مباشر لحرية الإبداع ولأدوار الآداب والفنون في تطوير المجتمع .
- شجبها استعمال بنود من قانون الصحافة ،و خاصة تلبيس النقد تهمة الشتم والقذف ، لمحاكمة مبدعين وفنانين وصحافيين.. .
-استغرابها كيف يجد القضاء الوقت لمحاكمة المبدعين والصحافيين والمدافعين عن حقوق الانسان بينما تتراكم أمامه ملفات تهم القضايا الحيوية والاستعجالية للوطن و للمواطنات والمواطنين ، ولا يتم تحريك القضايا التي يتورط فيها عتاة الفاسدين والمفسدين والمغتصبين والمجرمين …
-إعلانها عن مآزرتها لعزيز بنحدوش في المرحلة الاستئنافية للملف .ومطالبتها بان ترجع محكمة الاستئناف الأمور إلى نصابها وإنصاف المعني كمبدع وضحية لا كمتهم .
-تثمينها لحملة التضامن التي انطلقت بين المثقفين و المواطنين عامة مع الروائي عزيز بنحدوش .
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
في : 7/8/2016
.................
 

الروائي بنحدوش.. لهذا لم أكلف محاميا للدفاع عن روايتي « جزيرة الذكور » التي قادتني إلى السجن

  • عماد بلعاشور
  • كتب يوم الإثنين 08 أغسطس 2016
معلومات عن الصورة : صاحب رواية « جزيرة الذكور » يكشف لـ"فبراير" عن حقائق مثيرة
تحدث الكاتب المغربي « عزيز بنحدوش » في آخر خرجاته الإعلامية عن مبرر عدم تكلفيه لأي محام للدفاع عنه من تهمة السب والقذف التي وجهها إليه أشخاص اعتبروا روايته « جزيرة الذكور » التي صدرت سنة 2014 مسيئة إليهم، ما جعلهم يرفعون دعوى قضائية ضده بالمحكمة الإبتدائية بورزازات، انتهت آخر فصولها يوم الثلاثاء المنصرم بالحكم عليه شهرين سجنا موقوفة التنفيذ وبغرامة مالية قدرها 20 ألف درهم.
وأوضح الكاتب الروائي بنحدوش الذي يعمل في نفس الوقت أستاذا للفلسفة، أنه رفض أي محامي للدفاع عنه، تحت مبرر أنه وحده القادر على الدفاع عن براءة عمله الأدبي من التهم الموجهة إليه.
وجدير بالذكر أن الدعوى القضائية ضد بنحدوش سبقها اعتداء جسدي خطير تعرض له على يد شخص، تأكد فيما بعد، حسبه، أنه ممن أولوا الرواية، على أساس أنها محاولة لفضح ظاهرة « الأطفال الأشباح » التي كانت منتشرة بشكل كبير بمدينة ورزازات والنواحي في الستينيات والسبعينات من القرن الماضي.
رواية جزيرة الذكور

بعدما اعتُدي عليه جسديًا.. رواية مغربية تتسّبب لصاحبها بالحبس غير النافذ والغرامة

العالم
بعدما اعتُدي عليه جسديًا.. رواية مغربية تتسّبب لصاحبها بالحبس غير النافذ والغرامة
إسماعيل عزام، الرباط (CNN)— قال الكاتب المغربي عزيز بنحدوش إن رواية "جزيرة الذكور" التي تسبّبت بمحاكمته وقبل ذلك الاعتداء الجسدي عليه، تتحدث عن ظاهرة حقيقية شهدتها منطقة ورزازات (الجنوب الشرقي) الأمر الذي أثار حفيظة بعض من رأوا نفسهم معنيين بها.
 
إدانة الكاتب عزيز بنحدوش، الذي يعمل أستاذًا للفلسفة، تعود إلى الثاني من شهر غشت/أغسطس الجاري، عندما أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة ورزازات حكمًا بالحبس موقوف التنفيذ لمدة شهرين وغرامة مادية لصالح مشتكيين اثنين بقيمة 20 ألف درهم (ألفي دولار) وألف درهم أخرى (100 دولار) لصالح المحكمة، بسبب اتهامه بالسب والشتم وفق قانون الصحافة، على خلفية ما كتبه في رواية "جزيرة الذكور".
 
وتعرّض بنحدوش، مارس/آذار 2015، إلى اعتداء من طرف أحد الأشخاص، تسبّب له في عجز صحي لمدة 25 يومًا، بسبب الرواية ذاتها، مشيرًا إلى أنه منذ أصدرها عام 2014، وهو يتلقى الكثير من المضايقات، منها شكاية أولية قام وكيل الملك (النائب العام) بحفظها، ثم الاعتداء عليه، وبعد ذلك الشكاية الثانية التي رفعت العام الماضي وتسبّبت في إدانته.
 
وحول طبيعة هذه الرواية المثيرة للجدل، فهي تدور حول ظاهرة "الأطفال الأشباح" التي سادت في منطقة الجنوب الشرقي خلال سنوات الاستقلال الأولى عن فرنسا، إذ كان يعمد مهاجرون مغاربة بأوروبا إلى استصدار وثائق تثبت أنهم يتوفرون على أطفال بالمغرب حتى يحصلوا على تعويضات عائلية إضافية في أوروبا، رغم أن هؤلاء الأطفال لا وجود لهم، يقول عزيز بنحدوش لـCNN بالعربية.
 
ويضيف عزيز أن إحصاء المغرب عام 2004 هو ما جعله يفكر في هذه الرواية، إذ فكّر في إمكانية إحصاء مغاربة لا وجود لهم سوى في الوثائق الرسمية، ولم يتمكن من إصدار الرواية إلّا عام 2014 بسبب صعوبات مادية، ومباشرة بعد الإصدار، وبسبب ضيق الحيز الجغرافي في منطقة تازناغت، حيث يدرّس، بدأ الناس يوجهون الاتهامات لشخصيات معينة توّرطت في ظاهرة الأطفال الأشباح.
 
ورغم أن شخصيات الرواية متخيلة، وبأسماء مستعارة تم اقتباسها من شخصيات وردت في روايات مغربية أخرى، إلا أن أفرادًا من المنطقة قرّروا مقاضاة الكاتب بتهمة السب والشتم، وبقيت الشكاية في ردهات المحكمة لسنة كاملة، قبل أن يصدر قرار الإدانة الذي اعتبره الكتاب "غير منصف وإرضاء للطرف الآخر" الذي يصفه الكاتب بـ"النافذ".
 
ورغم المتاعب التي كابدها عزيز بنحدوش، إلّا أنه أصدر العام الماضي الجزء الثاني من الرواية تحت عنوان "أسنان شيطان"، كما أن روايته الأولى أدت إلى فتح تحقيق في ظاهرة الأطفال الأشباح وجرى الاستماع لعدد من المشتبه بهم وفق تصريحاته. 
 
وزيادة على ظاهرة الأطفال الأشباح، فالرواية تتحدث حول الجنس والدين، ولم يتسنّ لـCNN بالعربية مطالعة مضامين الرواية، غير أن بعض من تمكنوا من قراءتها اعتبروا أنها يمكن أن تثير خلافًا حول مستوى الجرأة فيها، في وقت أعلن فيه كتاب مغاربة تضامنهم مع زميلهم، معلنين استعدادهم لجمع مبلغ الغرامة المادية إن تم استصدار حكم نهائي بشأنها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق