الجمعة، 1 يوليو 2016

لن تصبح علمانيا ما لم تكن ديمقراطيا. الحبيب التيتي

لن تصبح علمانيا ما لم تكن ديمقراطيا.

الحبيب التيتي
img

الحبيب التيتي
كتب الاستاذ المحجوب حبيبي مقالا بعنوان: الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة وخيار العلمانية تطرق فيه الى مفهوم العلمانية وقد جاء تحليله متماسكا ومقنعا وفيه مجهود فكري للدود على العلمانية وضرورة تسييدها في المجتمع وفي الدولة.وشخصيا اعتبر هذا المجهود مكسبا للحركة الديمقراطية ببلادنا وفيه ترجمة لموقف تبني العلمانية الذي اصبح يجد له الدعم والتبني من طرف القوى المناضلة.
لكن ما فاجئني بل اذهلني، هو ما ضمنه الكاتب لمقاله في الجزء الذي يتكلم فيه عن مسالة المشاركة وتصنيف المستويات المعنية بها وهي اربعة كما يراها. ما يثير الاستغراب الشديد هو ما تكلم عنه في المستوى الرابع حيث ناقض الكاتب كل ما تكلم عنه في الجزء الاول حصل ما يعبر عنه المثل الشعبي "للي حرثو الجمل دكو". وهاكم ما يقوله الكاتب :
4" ـ المستوي الرابع : المتطرفون سياسياً وهم أولئك الذين يعملون خارج الأطر الشرعية القائمة، أو يكفرون المجتمع مهيئين الشروط النفسية بإشاعة مشاعر الكره والعداء اتجاه المجتمع حيث تتسم مشاركتهم بالحدة والتعالي واليقينية محرضين بصفة مباشرة أو غير مباشرة على أساليب العنف. وتكون نتائج هذا التوجه التخريب وإشاعة الكراهية وتعطيل البناء الديمقراطي أو تحقيق أغراضه من خلال استغلاله للانتخابات حيث يكون قادرا على الاستفادة من توسع صفوف العامة من محرومين ومهمشين الذين يجدون في خطابهم ما يبرر الاستجابة للامتثال والخضوع أو اللامبالاة والسلبية وكل ذلك من أجل حلول شعبوية وهمية وخرافية...أو من أجل تحقيق رغبة انتقامية ضدا على المؤسسات في الواقع الاستغلالي..."
انه كلام صريح بلا التواءات وبلا لغو . كلام واضح تجنب لغة الخشب. كلام يضع النقاط فوق الحروف. كلام يرسم الخطوط الحمراء. كلام يمهد لخوض الحرب والصراع مع "المتطرفين سياسيا" - لا حظوا النعت "سياسيا" وليس اي نوع من المتطرفين.
انها رسالة شديدة الوضوح، فما هو موقف الديمقراطيين الحقيقيين منها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق