لماذا يجب أن تكون يساريا و لماذا يجب أن تكون شيوعيا ؟؟؟؟
الخميس، 7 يوليو، 2016
-
عبد الله أيت سي
لأن أبوك أو أمك عامل/ة او فلاح فقير او كادح يبيع قوة عمله يستغل لمدة قد
تفوق ستة عشر ساعة ،لقاء أجر زهيد من أجل توفير سكن و إطعامك و تعليمك و
علاجك لك و لاخوتك ، لأنه يحرم نفسه من متطلبات كثيرة ليوفر لكم ما
تحتاجهون من وسائل الرفاهية من لباس و غيره من متطلبات حياتكن كشباب ،و
لأنك حينما كبرت انت و إخوانك لم تجدوا شغلا رغم شواهدكم الجامعية و حتى إن
وجدتم عمل لتبيع قوة عملكم لن تكفيكم لسداد حاجياتكم من سكن و صحة و تكوين
أسرة .
أبوك اليوم يا صديقي رجل طاعن في السن لا يملك لا تأمين و لا ضمان إجتماعي ،
و أنت تكدح و كذا اخواتك من أجل أن تردوا قليلا من الجميل لحياة والديكم
التي اهدروها لأجلكم . مئات الآلاف من الأسر تكافح اليوم من أجل الطعام
الخبز "اغروم" باللغة الأمازيغية ،بينما مئات من الأسر الرأسمالية تعيش في
البضخ و تستحوذ على 90% من الثروة و يشريون نبيذهم من عرق الفقراء .
و إن صرخت أي حياة هذه التي نعيشها ؟؟ أين العدالة الاجتماعية، يخرج لك شيخ
بلحية يقول لك : أستغفر الله يا ولدي ،الله عادل وهذه حكمته و قسم الأرزاق
و فضل بعضكم على بعض و صبرا جميلا حتى تنال حقك في الآخرة.
ولأنه أنت واعي و لديك مستوى تعليمي و تعيش بؤسا لن تجد له تفسيرا حتى في
الدين ،و لأن كلام تجار الدين و الشيوخ لا يجب أن يستهويك لشرح غياب العدل ،
فعليك أن تتجه يسارا ،أن تناضل و تنتمي لليسار المناضل و تصرخ رافعا قبضة
يدك في الساحات و الشوارع وسط العمال و الطلبة و المعطلين و الكادحين .
ثم لماذا أنت شيوعي ؟؟؟
من أجل القضاء الإستغلال و الأرض للفلاح و المصنع للعامل من أجل مجتمع للمنتجين المبدعين الأحرار.
ببساطة أن تكون في صف العمال و الفلاحين الفقراء و المهمشين و الكادحين في
صف المعطلين عن العمل ان تكون عدوا للرأسمالية السبب في تفقير الفقراء و
إغناء الأغنياء.
أن تناضل من أجل حياة أفضل للمواطن /ة في تعليم و صحة و سكن و شغل و ثقافة ،
ضد إستغلال الدين في السياسة من أجل مجتمع علماني في حرية العقيدة .
ان تطالب بضريبة تصاعدية على الثروة من يملك أكثر يدفع أكثر. أن تكون مع
المساواة التامة بين الرجل و المرأة و بين الجهات و الشعوب .
أن تكون أمميا تسعى لوحدة الشعوب و ضد الحروب الاستعمارية و التعايش في حب و سلام .
أن تكون شيوعيا معناه أن تفعل ما تقوله عندما تصل للسلطة ،أن تعمل على أن
يخلق و يتمتع الجميع بثروات بلده وأن يعيشوا في سلام و حب و وئام و تضامن و
أمان .
هو هذا المشروع الذي نناضل و يناضل من أجله اليساريون و الشيوعيون في
العالم ،أن ما يمنعك أن تكون يساريا و تخطو لتكون شيوعيا هو الأسرة
البطريركيّة و الملكية الخاصة و الدولة بما هي أداة في يد الطبقة المسيطرة
التي هي البرجوازية و أيديولوجيتها الموحدة في العالم و المختلف حسب وسائل
السيطرة في الأوطان حسب خصوصية كل مجتمع ما ،ما يمنعك هو الكاهن الذي في
مصلحته تجهيلك ،الرأسمالي في مصلحته تفقيرك ،لهذا يا عامل و يا كادح يا
طالب و يا معطل فأن كونك تتبنى أيديولوجية أخرى غير الشيوعية ما هو إلا
إدامة لاستغلالك و تفقيرك و تجويعك ،فما عليك سوى أن تتسلح بالتحليل المادي
و العلمي لواقعك الملموس لتفهمه و تمتلك وعيا طبقيا يؤهلك للانخراط في
التنظيم السياسي لليسار حتى تتمكن من بناء حزب البروليتاريا المنشوذ لتحقيق
مجتمع خالي من الاستغلال و من الطبقات و تنتفي فيه الدولة حينما يصل إلى
الشيوعية وهي بكل بساطة ما تحلم به في السماء ،و هو موجود على الأرض، يا
صديقي/ة و يا رفيقي/ة قد يطول الظلام و لكن الشمس أكيد ستطل بنورها كل يوم
،كذلك أنت عليك أن تحرر نفسك و عقلك من الظلام و تبدله بالنور ،في غمرة
بحثك لا يفوتك أن تكون أو تسعى لتكون إنسانا تناصر هموم و قضايا الحرية
التي لا ثمن لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق