الأحد، 11 ديسمبر 2016

سكان "شنيدر" يطالبون بمحاورة الملياردير العمراني لتجنيبهم التشرّد

سكان "شنيدر" يطالبون بمحاورة الملياردير العمراني لتجنيبهم التشرّد







 

سكان "شنيدر" يطالبون بمحاورة الملياردير العمراني لتجنيبهم التشرّد
يصم مسؤولو عمالة مقاطعات الحي الحسني أذانهم عن صرخات قاطني "بلوك شنيدر"، المعروف بـ"دوار النْوَايْل"، بالقرب من مجموعة الفردوس السكنية في حيّ الألفة بالدار البيضاء، المطالبة بمراجعة قرار ترحيلهم إلى منطقة "أولاد صالح"، وحمل الملياردير كريم العمراني، صاحب الشركة المالكة للأرض التي يقيمون عليها بشكل قانوني، على فتح باب الحوار مع السكان الذين قضوا ما يزيد عن 61 سنة بعين المكان.
معاملة غير لائقة
السكان، الذين يقطنون في 60 بيتا أقامها مستثمر فرنسي لفائدة العمال الذين كانوا يشتغلون معه في شركة "سيترام"، العاملة في مجال استخراج الصخور من مقالع الألفة بالدار البيضاء، ينتظرون فتح باب الحوار من لدن الملياردير العمراني وفقا للعقد الذي اقتني بمقتضاه الوعاء العقاري، خاصة وأن العمراني هو صاحب شركة "SEGMET" التي اقتنت الأرض بـ21 درهما للمتر، في الوقت الذي كان السعر يضاهي، في سنة 1980، نحو 600 درهم للمتر الواحد. بينما جميع محاولات هسبريس الاتصال بأحد مسؤولي الشركة، عبر الهاتف الثابت، كانت دون جدوى.
وعبّر السكان عن تذمرهم من "الطريقة المهينة"، بحسب وصفهم، التي يتعامل معهم بها ممثلو سلطات عمالة الحي الحسني للضغط عليهم لمغادرة الأرض مقابل استفادتهم من "نصف بقعة" في "أولاد صالح"، فسحا للمجال أمام العمراني من أجل إقامة مشروع عقاري بمحاذاة منطقة "آنفا سيتي" الراقية.
ذكريات مّي طامو
طامو قصوحة، التي تبلغ من العمر أزيد من 80 سنة، والتي مات زوجها بمرض "السيلكوز" بعد اشتغال في مقالع الحجارة لشركة "شنيدر"، واحدة من هؤلاء السكان الذين يحاولون إيصال أصواتهم إلى المسؤولين في العمالة التي لا تبعد عن مقر سكناهم سوى بما يقل عن 800 متر، وقد اعتبرت طامو، ضمن تصريحها لهسبريس، أن السكان جاؤوا للمنطقة سنة 1955 بشكل قانوني، ولا يحق لأي كان طردهم منها بشكل عشوائي.
تتذكر طامو قصوحة، "مّي طامو"، أنها قدمت رفقة زوجها إلى منطقة شنيدر، بالقرب من مطار الدار البيضاء، التي تعرف حاليا بـ"آنفا"، قبل أن تنتقل إلى "دوار النوايل" الذي جهزه الفرنسي شنيدر بشكل متقن، بكل حاجياته من ماء وكهرباء.
تقول قصوحة: "كنا نقيم في منازل مشيدة بالقرب من مخازن وقود الطائرات، وجاء قرار توسيع المطار، قبل أن يقرر شنيدر، صاحب الشركة سيترا نقلنا إلى بقعة مجاورة، كانت في ملكية أسرة فيرارة الفرنسبة، بعدما اقتناها منهم وقام ببنائها وتجهيزها وتسليمها لنا في السنة ذاتها التي شهدت عودة الملك محمد الخامس من المنفى".
وتضيف العجوز: "لقد أخبرنا شنيدر بأنه لا يمكن لأي أحد أن يخرجنا من هذه الأرض التي اشتغل فيها زوجي وأصدقاؤه بمقلع للحجارة، وعليها توفي زوجي بمرض السليكوز، وأنا لا أفهم كيف تريد السلطة اليوم طردنا من هذا المكان، ويطلبون منا أداء مبلغ 20 ألف درهم ونحن فقراء لا نملك فلسا".
التفاوض مع العمراني
احماد الحراقي، البالغ من العمر 75 سنة، والذي اشتغل لعقود في مقالع الحجارة بالألفة قال، في تصريح لهسبريس، إنه قضى سنوات طويلة في هذه المنطقة بعدما استفاد من سكن قدمه له الفرنسي شنيدر، ليتفاجأ بقدوم قائد المنطقة يطلب منهم المغادرة صوب منطقة أولاد صالح.
يقول الحراقي: "لقد أخبرنا ممثلو السلطة بأنه يجب على صاحب الأرض، وهو الملياردير كريم العمراني، أن يتفاوض مع هذه العائلات على اعتبار أن الشركة التي يملكها حاليا قد اشترت هذه البقعة في بداية الثمانينيات، وهو يعلم بوجودنا، وقد تعهد في عقد الشراء بأن يتكفل بالسكان الذين يشغلون 60 منزلا مقامة فوق هذه الأرض التي تزيد مساحتها عن 60 ألف متر مربع".
بدوره قال محمد حيفود، البالغ من العمر 70 سنة، إنه اشتغل بدوره في شركة "سيترام"، وأضاف أن هذه الشركة هي التي باعت لشركة "سيكميت"، وتوجد حاليا في ملكية كريم العمراني، هذه الأرض بمعية تعهد بالتكفل بالأسر، كما ينص على ذلك الفصل الرابع من عقد البيع.
وأضاف حيفود: "السلطة تريد نقلنا إلى منطقة أولاد صالح، ماذا سنفعل هناك؟ .. كل يوم يأتي مْقْدّْم الحي والقائد، ويتوعداننا بأنه ليس هناك سوى أولاد صالح، ويطلبان منا التوقيع على الاستفادة وهدم المنزل الذي نقطن به، لكن؛ إلى أين سنذهب؟".
أما فدواش ياسين قال لهسبريس: "نحن نشعر بنوع من الحُكْرَة من طريقة التعامل مع السكان. هناك شيء ما بين ممثل السلطة المحلية وصاحب الأرض"، وأضاف: "قائد المنطقة يقوم باستدعاء السكان ليخبرهم بأنه ليست من حقهم الاستفادة، ثم يعود لاستدعائهم من أجل قول العكس".
واعتبر فدواش أن مسألة ترحيل السكان إلى أولاد صالح فيها الكثير من الحيف في حقهم، وقال في هذا الإطار: "أنا، مثلا، في حالة انتقالي إلى أولاد صالح، فإنه سيحكم علي بالتشرد، لأنني أشتغل في الميناء، وأبنائي يتابعون دراستهم، وانتقالنا إلى هناك يعني تشريدنا". وزاد: "نحن نريد من صاحب الأرض المجيء والجلوس للتفاوض معنا عوض الاختباء وراء السلطة وممثليها"، بتعبيره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق