الجمعة، 13 يناير 2017

خواطر

وهو يتميز غيظا وينكش الارض بيده غاضبا
ويعيد النكش والرفس
تامله الجد طويلا قبل ان يساله عما به في غضب
حكى لجده عن المجموعة التي يلقاها في المقهى وهم يتطاولون على الجميع.
انصت اليه الجد مليا ثم اخذ بيده لغرفة في اقصى الدار ادخله وحيدا ثم اغلق عليه الباب.
لم يفهم الحفيد ما قصد الجد.
جلس فوق كرسي منتظرا ان يفتح الجد لم يطرق الباب فهو على معرفة مسبقة ان الجد لن يفتح الا من تلقاء نفسه.
بعد مدة فتح الجد خرج الحفيدوساله الجد
-ماذا كان رايهم من ذلك
فغر الحفيد فاه وقال
-من هم
-من كنت تناقشهم بالغرفة حول رفاقك بالمقهى
الحفيد مندهشا
-لم يكن من احد
اتكا الجد على عصاه وارتدى المعطف وخرج.
........................
 دخل الشاب حاملا راية غيفارا في يد وفي اليد الاخرى علم الثورة
 كان يرتدي قميصا زين بصور الشهداء
 وضع مافي يديه باحترام على طاولة وجلس قرب الجد الممدد ايضا على احدى الارائك.
 خاطب جده في انفعال - سنبداء الثورة جدي
 نظر اليه الجد من وراء تاريخ ملئ بالدم والدموع وصراخ اليتامى والارامل والثكالى.
 استمر الشاب في كلامه بحماس -لقد اتفقنا جدي على كل شئ
 استقام الجد بعض الشئ على الكرسي وقال وكانه لم يستمع الى ما قاله الحفيد -كيف ستلعبون مع ذلك المنتخب الاوربي وانتم لاتتوفرون على فريق حتى
فغر الشاب فاه مستغربا كلام جده البعيد كل البعد عما قاله وقال -لقد كونا مجموعة من الرفاق المؤمنين بالقضية والذين سيضحون بالغالي والنفيس من اجل القضية
 ابتسم الجد وقال -كان في قريتنا رجل طيب ساءه عطالة شبابها وضياع مستقبلهم جاءته فكرة ان يبني مصنعا ويشغل فيه كل العاطلين بنى المصنع استورد الالات اشتغل كل عاطل لم يكن الشباب يعرفون ماهية العمل الذي سيقومون به كانوا يدخلون صباحا ويغادرون مساء لااحد كان يرشدهم الى ما سيفعلون كانت الفوضى هي السائدة . غادر الجميع المعمل حيث لاانتاج ولااجر ولا مسؤول لم يربح الرجل الطيب ولم يعمل الشباب وبقي المعمل مجرد ذكرى طيبة في القرية.
 لم يفهم الشاب مقصد جده ولكنه لم يعاود السؤال خوفا من حكايات جده الغامضة التي لاتنتهي وذهب ليستريح من عناء يوم مشمش.
................
 صرخت غاضبا من الغضب
انفجر التاريخ في وجهي ساخرا
-من انت
......................
رمى حذاءه جانبا
والمعطف حاول تعليقه في المشجب دون كلل الا انه كان كل مرة يسقط
تركه يسقط بهزة كتف غير مرئية
ارتمى في كرسي جلدي وثير
طلب ماء
شرب وغفت عيناه قليلا
تذكر بابتسامة يومه الطويل وسط مجموعة من الجماهير الشعبية كما يحلو له وللكثير من رفاقه ان يقول.
ولم تلبث هذه الابتسامة ان تحولت الى اكفهرار
حدثهم عن الثورة وعن الثوار وعن منبع الافكار
لكنهم كانوا يتحدثون عن اشياء بسيطة ومشاكل بالنسبة اليه كانت تبدو تافهة
في غفوته صاح وغضب وضرب الارض بحذاءه
-لا استطيع الاستمرار مع هؤلاء الناس
يجب ان نثور ونقيم دولة العدالة والكرامة
لايدري هل كان يحلم ام ان الصوت كان يخاطبه وجها لوجه
-هل اكتفيت سيدي من شرب الماء
فتح عينيه ببطء كان الكاس مايزال يرتعش بين يديه
وكانت الخادمة ما تزال واقفة في انتظار استرداده
ابتسمت هل قرات افكاره ام انه كان يتكلم بصوت عال
-مبروك اصبح لك ابن اخت واصبحت خالاوهو في انتظارك ليخبرك شيئا مهما
حملق فيها مستغربا وكان لسان حاله يقول
- وكيف اكلم من كان في المهدي صبيا
اخذت منه الكاس وكان لسان حالها يقول
-ذلك تاويل ما لم تستطع مع الجماهير الشعبية عليه صبرا
.....................
 لاتكن من اصحاب الفيل...........ياولدي
في نبرة غاضبة كان الحفيد يسب بغضب من كان بالامس يدعوها بالجماهير الشعبية ويتهمها بالبلادة والخنوع والارتكان للمذلة والذل وانه كان مخدوعا بثورة كاذبة كانت تلوح في الافق.
نظر اليه الجد طويلا وقال له وهو ينكش الارض بعصاه
-لعلك ياولدي على علم باصحاب الفيل
تبادر الى ذهنه اصحاب الفيل المشهورة قصتهم ولكن الجد قال
-لو ان تعبئة ذلك الثائر للناس قبل ان يذهبوا للحاكم لايقاف فيله عند حده كانت بالمستوى المطلوب لما وقف لوحده امام الحاكم مطالبا بتزويج الفيل.
فلاتكن من اصحاب الفيل ياولدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق